للشعر العربي دور أساسي في صياغة الثقافة العربية عبر العصور ومن أجمل الآثار الأدبية التي أمضيت فيها وقتاً ممتعاً كتاب (صبا نجد في الشعر العربي) لمؤلفه الأستاذ الأديب محمد بن عبدالله الحمدان حيث يضم فيضا من قصائد الشعراء التي تغنى بها الشعراء في نجد واحتوى الكتاب على عرض شامل ومشوق لما قيل من أشعار ممتعة تتسم برهافة الحس وعمق الشعور ودقة القول وبلاغة البيان وعمق التعبير عن العواطف.. ولا شك أن القارئ ليحس بشعف كبير وهو يقرأ هذه الأشعار التي قيلت في نجد التي شغلت الشعراء والأدباء والرواة ومشت معهم جنبا إلى جنب عبر العصور ولا غرو في ذلك فيصف الاجتماعيون الأوروبيون أمة العرب بأنها أمة تاريخية وشاعرة. )) إن الكتاب يحمل بين دفتيه باقة عطرة من الورود يستوحي القارئ منها البلاغة والبيان والشاعرية والحب والجمال.. ويقول العقاد نجد فجرت ينابيع البلاغة العربية. وإذا كان النقاد يقولون شرف الأشعار بشرف موضوعاتها فقد كان أولئك الشعراء يستهدفون مثلا أعلى وغاية كبرى فجاء شعرهم حافلا بالمعاني المستساغة نلمس صدق ذلك في أفواههم ونفح شذاها فهو إشراق قريب من النفوس والقلوب وفي هذه الأشعار رواية تاريخية قديمة وحديثة ولقد كان الشعر ديوان العرب والمثل الأعلى في البيان وسلوة الأدباء ومناط الأمثال ورباط ثقافي بين الشعوب. إن ذكر نجد على ألسنة الشعراء لهو فيض زاخر إذ نقرأ أروع القصائد وأحلى الشعر الرقيق الذي يدغدغ النفس فينعشها وفي هذا الكتاب قصائد فواحة العبير تهز المشاعر وترقص القلوب وتأخذ الألباب ولقد قيل إن أجمل الكلام وأوقعه في النفس هو الشعر.. لذا فإن كثيرا من الشعراء قديماً وحديثاً تغنوا بنجد وعرارها وقيصومها وشيحها وخزاماها ورياضها ومرابعها ومراتعها ولقد قال العقاد: «إن نجد حظيت بنفحات شعرية ووجدانيات الشعر ورقائقه وحنينه التي تهز السامع حيث حفلت تلك الأشعار بما يعجب ويطرب» وهذا الكتاب ذخيرة طيبة لاستقصاء ما قاله الشعراء عن نجد والتغني بها وكم يجد المرء في ذلك من متعة ذهنية وفنية من خلال هذا العطاء الشعري وما يمتاز به من جمال موضوعي وتصوير وتعبير رقيق جميل وكنز شعري نفيس، وفي الختام كم للشعر والكلمة الجميلة من دور هام في صناعة القيم والبيان والحب الجمال.