هل نجحنا في (سعودة المقاهي) [1] بالفناجيل والدلال؟! الأمر يبدو كذلك مع انتشار محلات تقديم القهوة العربية في الشوارع والأحياء، وكثرة مرتاديها من الشباب على حساب أكواب (الكابتشينو، والموكا، واللاتيه) وكراسيها التي تصيب مدمنيها (بالبواسير) بسبب كثرة جلوسهم لمتابعة مباريات كرة القدم أو الترزز [2]، بعكس (المقاهي السعودية) التي تقدم نوعاً آخر من العلاقات الشبابية في أجواء ممتدة من الهوية السعودية بالجلسات الأرضية الجاذبة والتي لا تختلف عن مجالس البيوت أو الاستراحات التي يعشقها ويهواها الشباب! الجميل في الموضوع هو ربط الشباب واحتكاكهم بثقافة أصيلة مع اكتسابهم لتلك (المودرن والعصرية) للمقاهي الأجنبية، بحيث تكون اجتماعاتهم ولقاءاتهم خارج المنزل وفق (ثقافة أصيلة) بتقديم دلة القهوة المُبهرة بالهيل والزعفران مع التمر أو الرطب بطريقة تلتزم ب(عادات متوارثة) وآداب لتقديم الفنجال و(سلوم رجال) قد فات على عدد منهم التعرف عليها، خصوصاً من صغار السن! أما المُحزن فهو: أن هذه المقاهي زادت بشكل غير مباشر من (كسل النساء) وربات البيوت، وأصبح منظر زبائن (السفري) لافت لأن البعض يأخذ (القهوة) جاهزة من المحل ب(زمزمية) [3] لتقديمها للضيوف في (الدلة) بعد إعادة تسخينها مرة أخرى، نتيجة (لإتقان) صنع القهوة من بعض العمال أكثر من (المعزبة) لأنه تم تدريبهم من (قهوجية متخصصين)! عموماً من باب الفائدة ولإبراء الذمة أمام بعض من زاروني مؤخراً فإن المديح والإطراء الذي سمعته منهم نتيجة طعم القهوة (الزاكية) والمميز، يستحقه في الحقيقة (عبدالسميع) وهو عامل تدرب على صنع القهوة المُبهرة بالهيل والزعفران بشكل عجيب، ويبيع (دلة القهوة) ب20 ريالاً، مع تقديري للدور الكبير [4] الذي بُذل في منزلي (لتجهيزها) وإعدادها للتقديم! الخوف أن يساهم انتشار هذه المقاهي في التقليل من اللقاءات العائلية التي تحرص عليها الكثير من البيوت، وإخفاء ميزة التحلق حول (فنجال القهوة) بعد المغرب! والاستغناء عنها بكوب سريع كتب عليه: خذ فنجال وعلوم رجال! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]