في يوم السبت الموافق 2-2-1434ه كان لي شرف الحضور في سبتية الشيخ عبد الكريم بن عبد العزيز الجاسر بمنزله العامر بإذن الله، وقد انطلقت هذه السبتية منذ سنوات عديدة، وتعد من ضمن الأمسيات المنضبطة، والدقيقة في اختيار الأشخاص، والوقت، ساعية إلى تنوّع الموضوعات التي تلامس اهتمامات المجتمعات سواء داخلياً أو خارجياً. وقد أدار النقاش الدكتور حمد الصغير، وكان فارس اللقاء الدكتور موسى مبروك عسيري، وبحضور كوكبة من المفكرين والمثقفين والأدباء من المملكة وبعض الدول العربية الشقيقة، ودارت محاور المحاضرة عن الشائعات، التي تنتشر بين الناس متشابهي التفكير، والعامة منهم يتقبلون هذه الشائعات كحقيقة لا تحتاج إلى برهان! وقد عرّج الدكتور موسى عسيري في بداية حديثه عن الشائعة في الحرب العالمية الثانية، وأنها وليدة أحد الدوافع التالية: 1 - العداوة. 2 - الرغبة الدفينة في أعماق النفس البشرية. 3 - الخوف من المجهول. 4 - التركيبات المختلفة لهذه الدوافع الأساسية. كما تحدث الدكتور موسى عن شائعة قياس ردود فعل القرارات الهامة من صنّاع القرار للرأي العام، تلاها حديث عن الأمن الوطني وإستراتيجيته، والذي يعتبر حماية دستور الدولة ومواطنيها وحدودها ضد أية أخطار خارجية، وتتكون من عنصرين رئيسيين، هما: الدفاع عن الوطن والعلاقات الخارجية. كما تحدث الدكتور عسيري عن طرق وأساليب تحقيق الأمن الوطني، والمصالح الوطنية، وأنها إما أن تكون حيوية: فتضحي الدولة من أجل تحقيقها بكل إمكاناتها، مثل أمن الدولة، أو تكون مهمة: أي ضرورية ويحرص على تحقيقها بوسائل غير القوى العسكرية، مثل استمرار حاجة العالم إلى النفط، وإما أن تكون ثانوية: ويفضل تحقيقها، وإن لم تتحقق فليس لها الأثر الكبير، مثل العلاقات التجارية للدولة في منطقة معينة. كما تطرق المتحدث عن العوامل المؤثرة على الإستراتيجية وهي: 1 - القيادة العليا. 2 - السياسة الخارجية. 3 - المحيط الخارجي. 4 - مصادر التهديد. 5 - النهج العسكري (العقيدة العسكرية). وفي نهاية المطاف أورد الدكتور موسى تعريفاً مختصراً عن مجلس الأمن الوطني: وهو بمثابة شرطي على الهيكل التنظيمي للمجالس العليا للدولة، كالمجالس الأمنية، والعلمية، والاقتصادية، وله حق إعلان حالة الطوارئ، والحرب. وبحق فلقد كانت أمسية الدكتور عسيري عميقة، ومفيدة أثرت الساحة الأدبية بمعلومات حول الشائعات التي تنتشر مثل النار في الهشيم، وبالذات ما يتداوله الكثير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، والتويتر.. وغيرها دمتم بخير ومحبة أعزائي.