يقول الدكتور سعد أبو الرضا في كتابه (حصاد قراءة في ديوان الشعر السعودي: هذه محاولة للدخول إلى «قصائد في زمن السفر للشاعر أحمد الصالح». لقد شكلت كلمة العيون وما يتصل بها من مفردات عن طريق التداعي النفسي أو الاتصال اللغوي، أهم وسائل الشاعر للإبحار والسفر خلال رحلته الحياتية الوجدانية التي تبرزها هذه المجموعة الشعرية، وربما يوضح لنا هذا تسمية الشاعر لهذه المجموعة بقصائد في زمن السفر. وبادئ ذي بدء سوف تجد صاحبته قدراً على دربه لا يملك عنه حولاً بحث تملأ حياته شفافية، وهنا تأتي لفظة البصر كاشفة عن هذا الاتصال الوجداني الذي يحتوي بصر الشاعر وبصيرته وسمعه وكل حياته. (كم دعاني قدري أن انتهى فإذا أنت على دربي قدر وإذا أمرك يأتي ملء سمعي والبصر وإذا كل هوى قبلك قد صار أثر). ويقول الدكتور أبو الرضا في موقع آخر: برغم أن الشاعر يعتمد التفعيلة كأساس للإيقاع، لكنه حريص على إثراء هذا الإيقاع بجعل أسطره الشعرية في المقطوعة الواحدة غالباً ما تنتهي نهايات متماثلة، فيحفظ لشعره نوعاً من التقفية يضاعف من إحساس المتلقي بالموسيقى الداخلية والخارجية معاً، يتمسك بعض هذه التجربة الشعرية ومن ثم يحاول أن يستشعر أبعادها للنفاذ إلى عالمها الذي تشكله لغوياً ونفسياً العيون وما يتصل بها.