بعض الطيبين من الناس يتضايقون حين يقرأون في وسائل الاعلام انتقاد جهة يعملون فيها أو لها صلة بهم بل قد يتحمس البعض منهم في ارتفاع الحساسية والضيق بما ذكر من تقصير لتلك الجهة أو فشلها في تحقيق ما كان يؤمل منها لخدمة المواطنين فيتهمون الطرف الآخر بالمحاباة أو التحامل لأغراض شخصية, وهذا منتهى السذاجة لفهم رسالة الإعلام الاجتماعية وكنت بالمناسبة استمع إلى حوار بين فنان اجتماعي وآخر يخالفه فيسأله: أنت متخصص بالنقد والانتقاد في برنامجك فهل يا ترى جميع ما نراه سلبي في حياتنا؟,, ألا توجد ايجابيات ينبغي عليك الاشادة بها؟ فكان جواب ذلك الفنان أن التركيز على السلبيات من طبيعة الهدف الذي نسعى إليه الا وهو الارتفاع بمستوى ذلك الجانب عن طريق كشف نقاط الضعف فيه حيث لا يوجد ما هو كامل مطلقا سوى الله سبحانه وتعالى أما عمل الانسان فيتضمن النقص والكثير من السلبيات فإذا ما تركناها وأهملنا ايضاحها فسوف تستفحل وتزداد لأن التكاسل من طبيعة البشر, والسعي للتركيز على الجانب السلبي سعي وراء جعله ايجابياً وهناك الكثير الكثير من السلبيات في أمور اجتماعية متنوعة,, والتوقف عند المحاسن اهدار للوقت لأن في ذلك تعطيلا لفضيلة النقد الهادف ورسالته الاجتماعية إذ يستحيل تحقق المزيد من النجاح دون وجود التنافس وهذه بديهية معروفة والذي يدعي بلوغ الهدف امرؤ مغرور بل لابد ان تعتبره في عداد التائهين عن الهدف ومن يردد كلمة انا ثق انه وصل إلى مرحلة الفشل للغرور الذي ركبه واستبد به واعظم العباقرة لم يذكر عنهم مثل هذا القول رغم مكانتهم العلمية إنما الجهلاء هم أكثر الناس طنطنة واشادة بما عملوا بينما الواقع أنهم لم يعملوا سوى القليل بالاتكاء على جهود غيرهم، فيا أيها الطيبون ليس الانتقاد يعني الكراهية أو الاختلاف الجذري إنما هو دليل المحبة والرغبة بأن نصل إلى مرتبة الكمال ولن يتحقق ذلك إلا بالاشارة إلى نقاط الضعف لتلافي استفحالها لأن المسارعة إلى معالجتها وسيلة إلى اكتمال ما كان ينتظر منها نحو النجاح, وسبحان من لا يخطىء لأن من طبيعة الإنسان ان يتلمس وسائل النجاح باكتشاف الخطأ الذي قد يؤدي تركه أو إهماله إلى عواقب وخيمة. وشكراً لكل من اكتشف العيوب وصارحنا بها لأنها ان اميط اللثام عنها من قريب مخلص محب لنا أقل تأثيراً من ان تأتي من منافس يتباهى بتفوقه وقدراته ولا أقول عبقريته لأن العَالِم قليل المباهاة ويترك للآخرين الحكم له أو عليه مبتسماً لثقته بنفسه والتوفيق بيد الله. للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442