ليس مثل كتم الأفواه وسيلة لترسيخ الجهل, ذلك أن الانسان يترع الى إطلاق الرأي حتى وان لم يكن واثقاً من فائدته للآخرين او على الاقل تقبلهم له لان وضع مثل هذه الحسابات على محك التجربة قد يجعله يمتنع عن المشاركة في أي نقاش في مجلس او مكان عام, فالفكرة بعيدة المدى لا تأتي هكذا دون تداولها في الذهن, ولكن مواجهتنا اليومية للعديد من المواقف تجعلنا نبادر الى اتخاذ قرار معين وان كان يكتنفه بعض الضعف وربما الغموض, احد القراء اتصل بي معاتباً من الموقف الادبي عامة من تقبل الناس وارتياحهم لهذه الظاهرة التي تكاد ان تسود في الأوساط الصحفية ويعني بها طغيان القصيدة العامية التي وجدت مجالات واسعة للافصاح عن انتشارها, اذ ان اكثر الصحف اليومية تفرد لها صفحات بأسماء مختلفة كما ان بعض المتحمسين بادروا الى اصدار مجلات متخصصة تتبارى فيها بعض الاقلام المولعة بهذا اللون الشعري, وقد حاولت اقناع ذلك القارىء بأن الثقافة الجادة لن تؤثر فيها الالوان الضعيفة مهما تكاثرت والدليل ان الكتاب يجد منافسة شديدة من عدة مصادر ومنذ سنوات ومع ذلك فله قارئه الصامد الذي لا يستغني عن تناوله رغم ان هذه الاصدارات الملونة تؤثر على الوقت المخصص للقراءة مثل المجلات الرسمية التي هجمت دفعة واحدة مما دفعها غرورها الى ان تعرض في المكتبات للبيع وهي في الحقيقة مع احترامي مجرد واجهات قد تتباهى بالانجاز وليس المنافسة والانجاز الرسمي عمل الزامي وليس منّة من احد, ان الشعر الشعبي لا يخلو من الابداع مثلاً في قصائد الامير الفنان خالد الفيصل او الامير بدر بن عبدالمحسن والامير عبدالرحمن بن مساعد انما هذه المناوشات الشخصية والتفاخر بين الكثير ممن يرددونه ليس من الابداع ولا حتى من الشعر لذا فنحن نحبذ الشعر العربي الاصيل وشعر المعلقات الخالدة والمواقف البطولية, اقول نحبذ وسوف نبقى على هذا الموقف للايمان الراسخ بجدواه ولم اقل نحارب, بدليل ان اللهجات المحلية تتعايش بين الناس دون تصادم او استنكار لها تحت شعار البقاء للافضل, وبما ان اللغة العربية هي التي تستوعب مثل هذه الاختلافات فانها سوف تبقى حريصة على نقاء جوانبها من هذا الخلط الذي يحط من مكانتها وسوف تنحاز ايضاً الى الصفات المشرقة في عطائها مهما طال الزمن لان العروبة هي قدرنا ومصيرنا ولا شيء بعد الاسلام سواها. للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442