في تصوري أن اعترافنا بالتقصير هو الخطوة الأولى نحو النقد الذاتي والاعتراف لا يعني استمرار التقصير إنما اكتشافه والعمل على تلافيه ونحن في الغالب نجد المبررات إنما تلمس طرحها جانبا هو الوسيلة لتجاوزها, وممارسة الانتقاد لمرفق أو مصلحة لا يعني غسل اليدين من إمكانية إصلاح شأنها إن كان الرأي عاما وليس لموقف معين, وعلى سبيل المثال نحن ننتقد الأندية الأدبية وأنا أحدهم للتقصير الذي نعتقده متفشيا في القيام بواجبها والأهم من ذلك عدم التفاف الأدباء حولها حتى تشعر بما هو مطلوب منها بصورة أكثر إلحاحا وتقترب من وسائل النجاح, وبصرف النظر عن المواقف الشخصية من فلان او علان الذين يسيطرون على بعض الأندية بحكم المسؤولية أو لنشاطاتهم فيها فإن الأندية الأدبية هي في الأساس مرافق ثقافية تفتح أبوابها لمن يرغب في ارتيادها بما في ذلك طلبة المدارس وليس طلبة العلم فحسب وهي بهذا المعنى لا تخضع لهيمنة مجموعة متحكمة حتى وإن بسطت فئة ما نشاطها في تفعيل دور النادي وليس لأغراض شخصية, وأحسب ان الأندية الأدبية تحتاج الى بعض الديناميكية الإدارية والتسويقية؛ بمعنى ان تجعل لها صوتا وحضورا فاعلا في الأوساط الإعلامية بالتواصل معها وليس بتجاهلها، وأود أن اعترف بأن حب الانزواء الذي تتصف به شخصيتي جعلني انقطع عن متابعة نشاطات نادي الرياض الأدبي حضوريا وبالتالي لا أعرف الكثير عنها وقد فوجئت بأن للنادي اصدارات فكرية هامة لا يعرفها الكثيرون بسبب الفجوة الاتصالية ما بين طرفي التوجه, على ان مثل هذا الوضع ربما يكون هو القاسم المشترك بين أكثر الأندية التي تكاد تتقوقع نشاطاتها في نطاق محدود. ولست هنا بمفوض للدفاع عن أي من الأندية، مع العلم بأنني أشرت في أكثر من مناسبة الى نشاط نادي جدة الأدبي بالذات لا لرابطة تشدني إليه سوى حب الأدب وإنما لكونه أكثر تواصلا مع غيري واستجابة لدواعي رسالته الفكرية بالاصدارات المتنوعة والمفروض أن مناسبة تسمية مدينتنا الحبيبة الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 تجعلنا نلتف حول هذه المؤسسة الثقافية وندفع بحضورها الى مواقع تجعلها في الواجهة، رغم ما تشكو منه أسوة بالأندية الأخرى من شح مادي وعدم تدعيم يذكر حسب علمي من الجهات المسؤولة مما يجعلنا نتساءل متى تفكر الدولة جادة للارتفاع بمستوى الثقافة وتسمية وزارة خاصة بها, وأكرر هنا أن هذه الوقفة لا تستهدف الانتقاد بقدر ما تتوخى أن نطرح توقعاتنا مما ننتظره من أنديتنا الأدبية والتي أخذت تشارك في نشاطات اجتماعية أخرى نتمنى ان تتضاعف وتتوسع وحبذا أن يكتب كل محب للفكر اقتراحاته ويبعث بها الى وسائل الإعلام حتى يتم دراستها على نطاق أوسع طالما تستهدف تفعيل دور الأندية الأدبية في نشر الثقافة الجادة لدورها الإيجابي في مسيرتنا الحضارية. للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442