بينما كنت أتصفح جريدة الجزيرة الصادرة يوم السبت الموافق 20/9/1421ه لفت نظري اعلان جاء فيه (إفطار صائم) وتحت العنوان عبارة (سفرة في الحرم في العشر الأواخر للشخص الواحد 20 ريالا) ما ابخسه من ثمن في أطهر وأقدس بقعة على وجه الأرض بيت الله الحرام ولكن هذا أمر ليس بمستغرب على من كانت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه الذي يحاول استغلال العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك في الربح السريع وإن كان على حساب أهل الخير والاحسان والباحثين عن الثواب العظيم يوم القيامة فشتان ما بين من يبحث عن أجر الدنيا ومن يرجو ثواب الآخرة, ترى كم شخص سيجلس إلى تلك السفرة؟؟ طبعا حسب المساحة التي تم حجزها مسبقا حتى ان الناس أصبحوا يعرفون بأن هذه سفرة فلان وتلك لفلان وهكذا، وقد حصل لي موقف في رمضان في الحرم النبوي الشريف العام الماضي حينما قمت بشراء بعض من الخبز واللبن والتمر وأردت ان افترش مكانا في الحرم رجاءً في الأجر والثواب في تفطير بعض الصائمين وما أكثرهم ولكنني فوجئت بأنني كلما وضعت سفرتي في مكان من الحرم أجد من ينهرني ويدعي بأن هذا المكان محجوز لفلان فاضطر إلى نقلها الى مكان آخر فأسمع نفس العبارة حتى اقترب وقت الافطار وأنا أبحث عن مكان أضع فيه ما قد قمت بشرائه من الخبز واللبن والتمر فلم أجد سوى مكانين ضيقين جداً وبعد جهد وطلب من احد المراقبين في المساعدة وقمت بتوزيع الباقي على بعض السفر طبعا بتفضل من اصحابها وإلا فالغالبية لا يريد ان يشاركه احد في سفرته هذا إذا كانت خالصة لوجه الله ولم يرد منها ثواب الدنيا كحال صاحب الاعلان الآنف الذكر, وليت الامر يقف على تفطير الصائمين بل تجاوز الامر ذلك إلى الصلاة وهذه الظاهرة لا تنتشر سوى في شهر رمضان المبارك وتزيد في العشر الأواخر لان الجميع يعلم ما للعشر الأواخر من أهمية في نفوس المسلمين فنجد ان بعضا من الوافدين يقوم بحجز أماكن معينة في الحرم ومن ثم يؤجرها على المصلين والمعتكفين وتختلف الأسعار باختلاف المكان بحسب قربه او بعده من موقع الامام وما يقال عن مكة ينطبق ايضا على المسجد النبوي الشريف. لذا أهيب بالقائمين على شؤون الحرمين الشريفين ان يتعقبوا أمثال هؤلاء حتى يتم القضاء على هذه العادة السيئة التي اخذت تتفشى في السنوات الاخيرة. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. عبدالله بن غالب العبدالله