الفتنة معناها اللغوي الابتلاء والامتحان ولها معانٍ عديدة، وكما نعلم بأن أعظم الفتن هي الشرك بالله كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}.. والابتلاء يُفسر دائماً بمنطق الفتنة كما يقول عز وجل في هذا المعنى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}.. وقال عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.. والإنسان في هذه الحياة يتعرض للفتن بجميع أشكالها وبخاصة في وقتنا الحاضر عبر جميع النوافذ الإلكترونية والفضائيات الخطيرة والصحف المأجورة، وسلاحنا في الوقوف والتصدي لهذه التيارات هو القرب من الله عز وجل وتثقيف أبنائنا وتوعيتهم لكل ما يُحاك ضدهم، سواء ما يتعلق بعقائدهم المقدسة أو بوطنهم الغالي أو بمخاطبة غرائزهم، فكل فرد مُبتلى فعليه بالصبر، وهذا اختبار لقوة إيمانه، فإن أعرض ولم يعتبر فنهايته الهلاك والدمار قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}.. والفتنة العظيمة التي ليس بعدها فتنة كما قال عز وجل: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}.. فمن يصبر على هذه الفتن والمصائب ينجو بصبره من فتن أعظم، فلا بد من استخدام عقولنا وعدم تعطيلها ونفكر في جميع ما نتلقاه من مختلف المصادر بتمعن وتفكير عميق لمواجهة جميع التيارات المعادية والتي تحاول إثارة الفتن في كل اتجاه، ويؤكد ذلك ما يقوله عز وجل: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.. فالله سبحانه وتعالى منحنا نعمة العقل لكي نمحِّص جميع ما نُواجه ولا نتقبله بسهولة دون دلائل واستشارة من أهل العلم والمعرفة، وأتمنى أن نكون يداً واحدة لبناء هذا الوطن العزيز وحماية مقدساته وحمايته من جميع الفتن والأفكار الهدّامة التي تحاول النيْل منه، داعياً المولى عز وجل أن يُعيذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب والله يحفظكم ويرعاكم. - أمين عام المجلس البلدي بحائل