في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية في سورية بوتيرة تصعيدية مع محاولات لقوات النظام والمعارضة المسلحة تحقيق نقاط على الأرض، وبعد ثلاث مباحثات أجراها الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي في كل من دمشق وموسكو والقاهرة كلها كانت تسعى لوقف العنف وحل الأزمة السورية. سياسياً أعلن الإبراهيمي أمس الأحد من القاهرة ان لديه مقترحاً للحل قد يحظى بموافقة الجميع. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الوضع في سورية سيئ جداً جداً ويتفاقم كل يوم. واضاف إذا كان خمسون ألفا قتلوا خلال ما يقرب من عامين فإن الأزمة إذا استمرت لا قدر الله سنة أخرى سيقتل 100 ألف مجدداً التحذير من انه إما الحل السياسي أو الجحيم. وقال الإبراهيمي ان لديه مقترحاً للخروج من الأزمة السورية يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي، موضحاً ان هذا المقترح يستند إلى إعلان جنيف الصادر في يونيو 2012 وانه أجرى محادثات بشأنه في سورية ومع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة هيلاري كلينتون. واضاف ان هذا المقترح ( يتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات إما رئاسية أو برلمانية وارجح ان تكون برلمانية لان السوريين سيرفضون النظام الرئاسي) . واضاف انه إما ان يتم التوصل إلى حل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة أو تتحول سورية إلى جحيم (سورية لن يتم تقسيمها بل ستحدث صوملة وسيكون هناك أمراء حرب في سورية). ميدانياً استمرت الاشتباكات على أشدها أمس الأحد حيث أحرز الجيش الحر تقدماً على الأرض في معركتهم للسيطرة على مركز الحامدية العسكري جنوب مدينة معرة النعمان في شمال غرب سورية بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان ان مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى مقاتلة تمكنوا ليل أمس الأول من الاستيلاء على حاجزين عند مداخل مركز الحامدية، وقال المرصد ان مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من أكتوبر وقرى محيطة بها تعرضت للقصف براجمات الصواريخ فيما تجددت الاشتباكات صباحا في محيط معسكر وادي الضيف. واكد نشطاء سوريون ان مقاتلين اسقطوا طائرة مروحية كانت تحوم في سماء سراقب والمناطق المحيطة بها في محافظة ادلب الواقعة في شمال سورية حسبما ذكر المرصد السوري في بيان. إلى ذلك ضبط الجيش اللبناني أول أمس شحنة أسلحة قرب الحدود الشمالية مع سورية وفق ما أفاد مصدر أمني محلي، وقال المصدر ان الجيش اللبناني صادر شحنة عسكرية تشمل قذائف هاون ورشاشات وذخائر في قرية حدودية في منطقة وادي خالد. واشار إلى انه تم العثور على الأسلحة داخل سيارة وحافلة صغيرة. وتم اعتقال سائقي الآليتين وهما لبنانيان من وادي خالد. وفي أنقرة أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس أمام آلاف السوريين اللاجئين في بلاده ان تركيا ستدعم (حتى النهاية) الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد واصفا إياه ب(الطاغية). وقال اردوغان مخاطباً اللاجئين في مخيم اكجاكالي القريب من مدينة سانليروفا في جنوب شرق تركيا الذي يأوي حوالي 25 ألف لاجئ (سنكون إلى جانبكم حتى النهاية). واضاف (أرى بوضوح ان عون الله قريب) و(نحن نعلم ان نظام الطغيان السوري الطاغي بشار قتل حوالي 50 ألف سوري. لقد عانيتم الكثير ولكن لا تيأسوا).