وكالات - عواصم حذر الموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أن الأزمة السورية قد تأكل «الأخضر واليابس» في المنطقة، وذلك في تصريح أدلى به خلال زيارته إلى بيروت. وقال الإبراهيمي إثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية في بيروت التي وصلها الموفد الدولي في زيارة لم تكن معلنة، «لا بد أن تدرك دول الجوار أنه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية إلى الأبد، إما أن تعالج أو أنها ستسوء وتأكل الأخضر واليابس». وجدد الإبراهيمي التذكير بدعوته إلى وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى الذي يصادف الأسبوع المقبل، قائلًا إن «الشعب السوري الآن من الطرفين يدفن مئة إنسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟». وأضاف «لو تجاوبت معنا الحكومة والأشياء التي سمعناها تبشر بالخير، ولو ما قيل لنا من قبل المعارضة إنهم سيتجاوبون مباشرة مع ذلك، تكون خطوة صغيرة نحو بناء وقف إطلاق نار أشمل، وحديث عن سحب الأسلحة الثقيلة ووقف تدفق السلاح من الخارج، ثم بناء مشروع حل سياسي للأزمة السورية». وألمح طرفا النزاع في سوريا إلى أنهما على استعداد للتجاوب مع اقتراح الإبراهيمي بشرط أن يلتزم الطرف الآخر بذلك. وكان الإبراهيمي زار في الأيام الماضية السعودية وإيران وتركيا والعراق ومصر، في جولة تهدف للسعي إلى التوصل لحل يوقف إراقة الدماء في سوريا، والمستمرة منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011. من جهة أخرى أسقط مقاتلون سوريون معارضون أمس مروحية للقوات النظامية قرب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد «تمكن مقاتلون من الكتائب الثائرة من إصابة طائرة في ريف معرة النعمان كانت تشارك في الاشتباكات بقرية معر حطاط وشوهدت النيران تشتعل فيها»، مشيرًا إلى أن الطائرة مروحية وسقط حطامها في قرية بسيدة، بحسب ما نقل عن ناشطين. وشن الطيران الحربي السوري أمس غارات جديدة في محيط مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في شمال غرب سوريا حيث تستمر الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات السورية النظامية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تلك الأحداث تأتي غداة سقوط 142 قتيلا جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة. وبين أن القوات الجوية النظامية نفذت 6 غارات جوية على قرى ريف معرة النعمان الشرقي وتركزت على قرى دير شرقي ومعر حطاط وبسيدة. وقال إن «اشتباكات عنيفة تدور في محيط معرة حطاط بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين الذين هاجموا رتلا للقوات النظامية مكونًا من 6 دبابات كان في طريقه لدعم معسكري وادي الضيف والحامدية». ونفذت الطائرات «غارتين على القرية لإبعاد المقاتلين عن الرتل». وفي حلب شمال سوريا أشار المرصد إلى تعرض حي الشعار للقصف، بينما دارت اشتباكات في الراموسة حيث استهدف مقاتلون، مدرسةً للمدفعية بالمنطقة بعدة قذائف هاون، كذلك تدور اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب «الذي سيطر قبل أيام مقاتلون من جبهة النصرة على قاعدة دفاع جوي بالقرب منه» بحسب المرصد.