اسمحوا لي أن أخرج في زاوية هذا الأسبوع عن القضايا التي تخص الفنون، وأوجه رسالة إلى كل من لامست عيناه ما تناولته من مقالات، أو تقارير، أو متابعة، أو تحقيق من شئون وشجون الفنون، رسالة تحمل رغبتي من الجميع العفو تجاه أي شعور أو شك، في أن ما كتبته أو أشرت إليه كان يحمل موقفا معاديا أو منافسا لأحد منهم، أو ساعيا للإقلال من قيمة (فرد) أو عمل، رسالة من قلب أضناه محبتكم، وأنهكه عشقه للإبداع بما يزيد على الخمسين عاما، قلب حملني هذه الرسالة بعد أن فاض به الكيل، وأصبحت نبضاته أقل من أن تتحمل هموم وتناقضات وقضايا الحياة التي يشيب منها الرأس. أحبتي.. لم أكن على موعد مع هذا (القلب)، ولم أكن أمنحه شيئا من الاهتمام في هذه الحال من ركض وتسابق مع الزمن، لخدمة مجال أرى فيه دعما لأبناء الوطن عامة، ولمن حط فيه رحال موهبته وغرسها لتثمر إبداعا جميلا، ينثر الحب والتفاؤل للجميع، إلا بعد أن قمت بإجراء فحص ضمن برنامجي الخاص بالسكر أحد أعداء هذا القلب والقلوب الكثيرة، أشار بعده الطبيب إلى أن هناك أمرا ما في (قلبي) دفعني لأن أخطو الخطوة التي كنت أكابر تجاهها، وأغض الطرف عنها، وهي الفحص العام الذي أضاف ما أضاف من المعاناة التي كنت أراها في غيري ويحزنني ما هم فيه، ارتفاع في الضغط، وتجاوز للحد من الكوليسترول، وصولا إلى ارتخاء في أحد الصمامات في القلب (بيت القصيد). هذا كله نعمة من الله بأن يجعل ما نصاب به طهورا ومحوا للذنوب، من هنا شعرت أنها رسالة أعادتني إلى ترتيب ما تبقى من أوراق العمر الذي تساقط أكثره، لأتقدم للجميع وأنا في وضع صحي جيد ولله الحمد، لكل من شعر بأنني أخطأت في حقه، أو تلقى تأويلا لعبارة أو جملة أساء تحويرها فقلبت الحق باطلا، في عملي الصحفي، أو في مجال عملي الإداري بجمعية التشكيليين، وقبل ذلك في مختلف المجالات التعليمية أو الإدارية، بأن يمنحوني من كرم مشاعرهم، سماحا وعفوا صادقا، مؤكد أن ما مر من تلك المواقف أو ما تضمنته تلك المقالات أو ما يحدث من اختلاف رأي، تحتمل ما تحمله هذه العبارة (إن أصبت ففضل من الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان). مختتما هذه الرسالة التي أنقلها لكم بأمانة بالشكر والتقدير لقسم القلب بمركز الملك فهد وللأحبة الاستشاريين دكتور عبدالإله المبيريك ودكتور فايز الشاعر والأخصائية ماجدة الفرحان، على ما حظيت به من اهتمام كما يحظى به غيري من مرتادي هذا القسم (حفظ الله الجميع من ارتياده) ولكل من مرت بهم أوراقي، ولابني (مهند) فني أشعة القلب (الايكو) لذي لم يدر في مخيلتي أن أكون بين يديه متفحصا لهذا (القلب) الذي أحبه وإخوته وأخواته ووالدتهم. لا أدري لماذا أحسست أنني في حاجة لكتابة هذه الزاوية، لكنني أشعر بارتياح تام بعد كتابتي لكل حرف فيها، بإيمان صادق لا يداخله يأس، دمتم في صحة وعافية ودامت المحبة، وألف شكر لمن تلقاها، وتسامح وسامح. [email protected] فنان تشكيلي