كما أن لكل مجتمع قضاياه ومشاكله، فإن في كل مجتمع من يعنى بالبحث والتأمل والدراسة ومحاولات المعالجة لتلك القضايا أو المشاكل. الأستاذة الدكتورة ابتسام عبد الرحمن حلواني كاتبة متميزة في اهتمامها بالشأن العام منذ بداياتها الأولى في الرسم بالكلمات. .. ولقد كنت ولازلت متابعاً لها منذ تلك البدايات الأولى وحتى الآن حيث تشكل مقالاتها وآراؤها نقطة ضوء في معالجة قضايا ومشاكل مجتمعنا، وقد سعدت أخيراً بتلقي الإصدارات التي ضمت العديد من المقالات التي رسمت من خلالها نبض المجتمع، فالأول .. بعنوان «أطياف» وفي مقدمته تقول: على مقاعد الدراسة كنت حين بدأت أكتب زاويتي «أطياف» وبين زمن آخر، كنت أتوقف لأعود، وحين سافرت للدراسة العليا توقفت، وبعد الانتهاء منها كانت هناك عودة متقطعة أيضاً، تتوقف حيناً وترجع حيناً آخر. منذ خمس عشرة سنة عادت أطيافي، ولم تتوقف بفضل الله إلا في إجازات عاجلة. سنوات متصلة نثرت خلالها أحاسيسي وبعضاً من نفسي، مشاعر ألم، حزن، فرح، دهشة، وحتى تأمل، مشاعر شتى فاض بها القلم، تجاوباً مع مشهد أو صورة، أو موقف. هي مزيج من التجربة والخبرة والدروس عايشتها على مر السنوات، فانسكبت حروفاً وعبارات طمعت في أن يكون فيها ولو قدر يسير من النفع للمجتمع من حولي. لم أكن أقدم وعظاً أو نصحاً لكنني أعبر عما في داخلي، أترجم تفاعلي في سطور، تنبع حروفها من العمق، لتخاطب العمق أيضاً. العمق داخل كل النفوس النقية المسكونة بالهم المجتمعي، على مر الزمان. هذا الكتاب يضم مجموعة مقالات انتقيتها من مئات المقالات التي نشرتها في عكاظ خلال هذه السنوات، كما ضمنته خمس عشرة رسالة وجدانية أنشرها لأول مرة. وأكتب كلا منها تعبيراً عن مشاعر امرأة ما، تخيلت معاناتها، فرسمتها صورة بالحروف أملاً في نفوس تستوعب وقلوب تعقل. أطيافي هذه أطمع في أن تكون ولو نموذجاً مصغراً، لعلم ينتفع به بإذن الله». وبمناسبة إشارة الأستاذة الدكتورة ابتسام للرسائل فإني أقدم للقارئ مقطعاً من إحدى تلك الرسائل وهي بعنوان «رسالة من ابنة مقهورة» وفيها تقول: أحبك يا أبي .. أحبك بكل مشاعري وأحاسيسي .. لكنك تجهل كل شيء .. وأي شيء يتعلق بي وبقلبي .. أنت تهتم بمعرفة أين ذهبت .. وإلى من تحدثت .. وهل أخطأت ولماذا قصرت .. لكنك لم تفكر يوماً لتسألني عما فعلت، وبم شعرت، ولماذا تحيرت. بالكثرة ما تخيلت نفسي فوق صدرك الدافئ الحنون، أضع رأسي عليه أشكو له همومي الصغيرة، وأحلامي التي تكبر كل يوم .. فيك أرى القوة التي أحتمي بها من ضعفي، فأتمنى أن ألوذ بها .. أفر إليها لتحميني .. حتى من خلجات نفسي. يا أبي .. يا كل العالم الذي أراه فيك .. كفاك قسوة ..وتجبراً ... وعنفاً .. صغيرة أنا .. على كل هذا الإعصار .. أشعر أحياناً بأني أرغب في التحدي .. والمقاومة .. والعصيان .. لكنني أعود إلى نفسي .. نفسي التواقة إلى حنانك وعطفك .. أعود إلى نفسي لأتلمس عندها الصبر .. والتحمل .. فتنصاع مشاعري لطغيانك .. تستسلم أعماقي لكل هذا الضعف القادم في قوة .. ليجرف أحلى ما في قلبي .. وهي مشاعري. يا أبي .. صدقني لست بحاجة إلى كل ذلك .. لأعرف الخطأ من الصواب .. أنا بحاجة لثقتك، لتفهمك، لصداقتك .. أنا بحاجة إليك كأب .. أب يحتويني ويحميني .. ويستوعب مشاعري .. أب .. يُقدر ضعفي وحاجتي إليه. فدع عنك كل هذه القسوة لأنك لست بحاجة إليها .. أنا أنصاع إليك بكلمة، وبدون تردد .. فلا تحرمني فرحتي، بوجودك في حياتي .. يا أغلى ما في الوجود». وإلى الغد لنواصل الحديث عن الإصدار الثاني والثالث. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة