لا يمكن لأي عمل أن يسير بشكل ناجح ومحقق للأهداف إلا بوجود النقد والتقييم والتقويم، وكون الجمعية السعودية للفنون التشكيلية حديثة الولادة، حيث مر عليها ثلاث سنوات، لا زالت تتشكل وتتبلور ويسعى التشكيليون عامة لتغذيتها والاهتمام بصحتها إلى أن يشتد عودها وتصبح فاعلة عبر تفاعل المجتمع معها. هذه الجمعية تلقت في أولى سنوات تأسيسها الكثير من الآراء غير الراضية أو الباحثة عن الأفضل والأكثر جدوى في عملها وبناء ثقة المجتمع التشكيلي بها خصوصا أعضاء جمعيتها العمومية المؤسسين أو من جاء بعدهم، وكان لنخبة من التشكيليين دور كبير في النقد وما يمكن تسميته أو وصفه (بالمعارضة) تبعا للشعارات الحالية، ومنهم الزميل الأستاذ الدكتور محمد الفارس الأشد (قسوة) في نقده والأكثر استمرارية في هذا الجانب، كان لطرحه صدى رائع للجمعية حيث لفت النظر وزرع المعرفة بالجمعية في أذهان القراء في مختلف السبل الإعلامية الورقية أو الإلكترونية (فرب قاسية نافعة). الدكتور محمد مع ما كان يحمله من مواقف ووجهات نظر كانت ولا زالت محل احترام وتقدير مجلس إدارة الجمعية والهيئة الإدارية، خصوصا ما يلامس مشكلات الجمعية مع غض الطرف عن بعض ما كان يجهله د. محمد حينما كان بعيدا عنها والتماسنا العذر له، أما اليوم فقد أكد صدق ومصداقية هدفه من النقد وأصبح مساندا وداعما بالرأي والمشورة عضوا في اللجنة الاستشارية للجمعية. هذا التبدل لم يكن ليتحقق دون مبادرته التي يؤكد فيها أن الاختلاف لم يكن إلا في العمل وليس ضد شخص معين في الجمعية، سبقتها رسالة جميلة أخجلتني وضاءلت حجم توقعي المسبق عن شخصه (اعتراف مني أمام مبادرته)، فتحت تلك الرسالة أبوابا كثيرة كانت مغلقة، وأعاد بها ربط الكثير من الحلقات المفقودة، التي بفقدها بيننا وبينه وبين الكثير من المنتقدين للهيئة الإدارية أو للمجلس نفتقد الحلول وتذليل الصعاب فكل من يحمل بطاقة العضوية عليه من الواجبات ما يجعله مشاركا في كل ما فيه فائدة ومكسبا للجمعية دون النظر لمن يقوم على إدارتها، فالإدارات تتبدل وتتغير وتبقى الجمعية لأجيال تلو أجيال. اختم بالقول إنني عندما نويت الكتابة عن اقتراب الأستاذ الدكتور محمد الفارس من واقع الجمعية ومشاركته في وضع الحلول وبالرأي والاستشارة سيكون خير من ينقل الحقائق للبقية، والدعوة مفتوحة للجميع من منتقدين ومعارضين بالحضور أو الاتصال للاستفسار عن أي أمر لتصبح الإجابة مباشرة بعيدا عن الظنون أو تلقيها ممن يسمع وينقل دون أن يتحقق، فالهدف واحد والمهمة صعبة. شكرا للدكتور محمد الفارس ولكل مخلص مكشوف يتعامل بشفافية دون تخف، فقد كان صريحا مباشرا مدافعا ومنافحا للتعديل والتطوير تحمل منا الكثير وتحملنا منه القليل وكل منا لم يصل إلى الإهانة أو الإساءة أو الخروج عن أخلاقيات تشربناها من دين لا يضيع فيه حق لأحد. [email protected]