تعجز الكاميرا عن نقل (ما تشعر به) مع إتلاف كميات كبيرة من الخمور المُصنّعة (محلياً)، وإرجاع هذه (المياه الملوثة) التي كانت معدة (للترويج) بين الشباب إلى مجرى (الصرف الصحي) مصدرها الأصلي، أكرمكم الله! لك أن (تتخيل) كم شخصاً كان سيشرب هذا (المسكر) بحثاً عن (المتعة والنشوة)، وهو لا يعلم (حقيقة) المكان الذي أُخرجت منه، وطريقة التصنيع البدائية، والأضرار الصحية لشرب مياه (ملوثة ومتعفنة)؟! المؤلم أن (المنتج النهائي) يتم بيعه وترويجه بصورة مختلفة تماماً، حيث يتم تقطيره بأدوات (بدائية) وباستخدام (القطن) و(الينسون) و(سائل الغسيل) ثم وضعه في علبة مياه (صحية) داخل أكياس نظيفة، ونقله لتصريفه في أحياء (غير تلك التي صُنِّع فيها) ومن عصابات (ترويج) من جنسيات متعددة، مما يدل على أن لا مصداقية لدى هؤلاء الذين يبيعون (الشراب) المُصنّع من مياه المجاري وهم يرتدون ملابس نظيفة وفي قوارير وأكياس جديدة! إنها (خدعة قذرة)، ودور (رجال الحسبة) في كشف هؤلاء والإطاحة بهم تعاظم كثيراً، حتى إن الفرق الميدانية اكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال، ونجحت في زراعة (مصادر) للتعرّف على خطط هؤلاء وأماكن وجودهم! سألت أحد (المصادر) التي التحقت بنا في الميدان، وهو (شاب عادي) لا يبدو عليه مظهر التزام (رجال الحسبة): لماذا تساعد الهيئة رغم أن مظهرك (غير مُلتزم)؟! أجابني قائلاً: إنهم يفسدون في بلدنا، يبيعون المسكرات الملوثة والمخدرات للشباب وللأطفال الصغار وحتى لبعض النساء! هؤلاء مجرمون لا يردعهم دين وليس لديهم ما يخسرونه، وأنا والكثير من الشباب نتعاون لتزويد (الهيئة) بأرقامهم وأماكن وجودهم وكل ما لدينا من معلومات لتبدأ (سلسلة أخرى) لكشف خطط هؤلاء بالجرم المشهود! السؤال الذي يدور في (ذهني) الآن: من هؤلاء المجرمون؟! وكيف يحصلون على (الخمر) ويروّجونه في الشارع؟! وكيف يتعرّفون على (الزبائن)؟! الإجابة على هذا السؤال استغرقت (خمس ساعات) من الانتظار والتفاوض لشراء كمية من (الخمور)، فالمروّج من جنسية (إفريقية) يتحدث العربية المكسّرة، وبعد الاتفاق على السعر حدد مكان التسليم (جنوبالرياض) وبعد انتقالي إلى نقطة التسليم و(فريق الهيئة) يتابع خطواتي من بعيد، لم أجده؟! يبدو أن لديه هو الآخر (مصادر) تراقب المكان (تأكدت) من حضوري وحدي، وعدم وجود ما يخيفهم مني، عندها تطمّن وحدد لي مكاناً آخر هذه المرة وسط الرياض! قابلته (شاباً نحيلاً), لم يكن يحمل شيئاً بداية الأمر، سألني: المبلغ جاهز؟! قلت له أين المطلوب؟ فأخرجه من الرصيف المقابل، وأثناء التسليم تدخل رجال الهيئة، وحاول الهرب، ولكنه وقع أخيراً! غداً سنختم الحديث ببعض (المشاهدات الخاصة) حول التجربة؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]