في خبر نشرته جريدة «الوطن» الكويتية يوم أمس (الاثنين 3-12-2012م) جاء فيه: (يُقدر الخبراء الروس أن أي انفجار يحدث في مفاعل بوشهر سيؤدي إلى موت مليون إيراني على الأقل، وإصابة مئات الآلاف بإشعاع قاتل في الدول العربية الواقعة على الخليج الذي تمر فيه خمس إمدادات النفط بالعالم. ويبدو أن الخطر كان كبيرا جدا في أكتوبر لدرجة أمر فيها بوتين - الرئيس الروسي - فرقا قيادية مدربة على التعامل مع الكوارث النووية بالانطلاق إلى بوشهر في إيران من أجل إعداد البنية التحتية لفرق فنية أكبر، وعمد المهندسون على الفور إلى إغلاق المفاعل، وأزالوا 163 قضيبا من قضبان الوقود النووي ثم بدأوا التحريات لمعرفة من أين جاءت تلك الصواميل). احتمال أن ينفجر هذا المفاعل النووي الإيراني أو ذاك التي تعج بها إيران، ثم تتسرب منه إشعاعات نووية قاتلة، هو ما نخشاه ونخافه إلى درجة الرعب؛ خاصة وأن مثل هذه الكوارث النووية قد وقعت بالفعل في دول متقدمة، كانت وسائل الأمن والسلامة والاحترازات والاحتياطات عالية، ما يجعل احتمال أن تحدث في دولة متخلفة كإيران وسائل الأمن والاحتياطات فيها مُتهالكة احتمالاً وارداً؛ وبالذات بعد أن دخلت على الخط (فيروسات الكمبيوتر) في الصراع بين الإيرانيين والمعارضين لهم امتلاك السلاح الذري، وعلى رأسهم الإسرائيليون.. الإسرائيليون - مثلاً - في سبيل تعطيل البرنامج الإيراني النووي وإفشاله لن يتورعوا في فعل أي شيء، حتى وإن كان عملاً تخريبياً فيروسياً من شأنه الدفع بهذا البرنامج إلى التوقف عن العمل نهائياً؛ ولا يهمهم الثمن إذا كان لا يضرهم؛ ومثل هذه التسرّبات النووية لو حصلت لن تضر بإسرائيل، ولكن آثارها ستكون كارثية بالنسبة للإيرانيين، وكذلك سكان دول الخليج، وحتى أجزاء من العراق أيضاً. الأمر بالفعل مرعب؛ خاصة وأن مدينة بوشهر الإيرانية لا تبعد سوى 200 كيلو عن الضفة الأخرى للخليج، وإيران يحكمها نظام مُؤدلج حتى النخاع، لا يهمه إطلاقاً أن يموت الملايين في سبيل أن يُحقق أهدافه الأيديولوجية؛ ففي حرب إيران مع العراق أثناء عهد صدام - مثلاً - كان الجيش الإيراني والحرس الثوري يدفع بموجات بشرية تذهب لتموت لدحر القوات العراقية وهزيمتها، بعد أن يضمن الخميني لمن مات منهم الجنة؛ ولا أعتقد أن خليفته خامنئي يختلف في نظرته للإنسان، أو تخيفه مثل هذه الاحتمالات؛ فالهدف الذي تتقزم أمامه كل الأخطار أن يكون النظام الإيراني لديه أسلحة نووية؛ ولتحقيق ذلك لا يهم الثمن حتى وإن كان فناء الملايين من البشر، كما هو ديدن المؤدلجين الذين عرفهم التاريخ. مدير عام الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية بمملكة البحرين عادل الزياني كان قد قال في تصريحات صحافية له: (القلق يكمن في أن الإجراءات الوقائية في حال وقوع زلازل هي احترازات متواضعة وغير معلومة وغير مراقبة على المستوى الدولي).. وأضاف (طلبنا كجهات بيئية في منطقة الخليج من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تشدد إجراءات الرقابة على هذا المفاعل، وأي تسرب إشعاعي سيعرض المنطقة إلى خطر جسيم ومحدق على الهواء ومياه التحلية والغذاء فهو لا يبعد عنها أكثر من 200 كلم). الأمر في غاية الخطورة إن صح هذا الخبر الذي نشرته (الوطن) ؛ ويبدو أن إيران ستبقى جاراً مقلقاً لنا ليس فقط على مستوى الأمن الوطني لدول الخليج، وإنما على مستوى الأمن البيئي أيضاً. إلى اللقاء