أثارت عملية فتح خزان الوقود في مفاعل بوشهر النووي كثيراً من الاسئلة حول المشاكل التي تتعرض لها هذه المحطة في مراحلها النهائية بفعل فيروس «ستاكسنت» الذي ضرب اجهزة الكومبيوتر العاملة في المفاعل. وعلي رغم تقليل اهمية الفيروس علي عمل المفاعل من قبل المسؤولين الايرانيين، فإن الثابت ان المفاعل يعاني من مشاكل قبل موعد تشغيله المقرر الشهر المقبل، كما افادت السلطات الايرانية المختصة. وأشار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في تقريره الاخير في شأن البرنامج الايراني الي صعوبات تعترض المفاعل المذكور ودعا الي اتخاذ المزيد من تدابير السلامة الامنية اللازمة، مما يعطي انطباعاً بوجود مشاكل حقيقية في تشغيل المفاعل، خصوصاً في ما يتعلق بقضية السلامة الامنية. وثمة اعتقاد أن المسؤولين الايرانيين حريصون علي تجاوز هذه النقطة لاهميتها علي مستوي برنامجهم النووي، ناهيك عن الاضرار التي يسببها اي تسرب نووي علي المنطقة بأسرها، بسبب قرب المفاعل من العديد من الدول المجاورة في الضفة الاخري من مياه الخليج. ويدعي الجانب الروسي الذي يشرف علي تنفيذ بوشهر، انه اقدم علي فتح مخزن الوقود لاستبدال قطعة كانت منصوبة داخل المخزن المذكور يعود تاريخها الي تاريخ عمل الشركة الالمانية في المفاعل قبل تحويله للجانب الروسي في ثمانينات القرن الماضي، ما يتعارض مع العقد الايراني - الروسي الذي نص علي استبدال مخزن الوقود الالماني الذي كان يعمل بنموذج عمودي، بمخزن جديد يعمل بنموذج افقي، وهذا يعني ان المشكلة الحالية لا تتعلق بمخزن الوقود الجديد، اللهم الا اذا كان هناك خطأ فني في اعداد البرنامج الروسي، وهذا الامر مستبعد، لأن مفاعل بوشهر ليس المحطة الاولي التي ينشئها الروس. واذا صحت التأكيدات الايرانية حول عدم تأثر اجهزة المفاعل بالفيروس، تبقي فرضية رغبة الجانب الروسي في احداث مشاكل امام افتتاح المفاعل في موعده المحدد، كما عمل خلال السنوات الماضية، حيث كان من المفترض افتتاحه في عام 2004. ويتحدث الخبراء الايرانيون عن فيروس «ستاكسنت» الذي يستطيع التأثير علي اجهزة الكومبيوتر بالشكل الذي يعطي معلومات خاطئة لمركز القيادة في المفاعل وللعاملين فيه، عن قدرة التبريد ومستواه، بمعني آخر ان اجهزة الكومبيوتر قد تعطي معلومات خاطئة عن نسبة التبريد في مخزن الوقود، وهذا يعني حدوث كارثة قد تصل الي مستوي كارثة مفاعل «تشيرنوبل» الاوكراني، وهو امر غير مستبعد كما اشار الخبراء الروس. وعلي رغم هذه الاحتمالات فإن الخبراء الايرانيين يستبعدون وقوع مثل هذه الكارثة بسبب حداثة الوقود المستخدم وعدم وجود نفايات تستطيع ان تساهم في احداث مشكلة في تسرب الوقود او تسرب اي اشعاعات نووية، لكن هؤلاء الخبراء لا يستبعدون احتمال تعرض الوقود لظروف تبريد متفاوتة بسبب عمل الفيروس والذي يمكن ان يجعل هذا الوقود بحالة غير طبيعية يستوجب تبديله، وهذا ما يستلزم تبديل الوقود المستخدم في المفاعل والذي يحتاح الي فترة زمنية غير قليلة. ولم يتحدث الجانب الروسي عن الفترة التي تستغرقها اعادة الوقود الي المخازن المنصوبة في قلب المفاعل، وفي ماذا كانت هناك ضرورة لاستبدال الوقود، ام ان الامر يتعلق بتغيير بعض القطع المتعلقة بأجهزة التبريد التي تعتبر مهمة وحساسة للمفاعل. وعلى اي حال، يجب عدم استبعاد احتمال رغبة الجانب الروسي في تأخير تشغيل المفاعل بناء علي الضغوط التي تمارسها الدول الغربية وتحديداً الولاياتالمتحدة علي روسيا بعدم تشغيل المفاعل الايراني من اجل تشديد الضغوط علي طهران للرضوخ للمطالب الغربية في شأن برنامج ايران النووي، خصوصاً ان موسكو وضعت ورقة مفاعل بوشهر علي طاولة علاقاتها مع الولاياتالمتحدة خلال السنوات الماضية، وتعززت هذه الخطوة بعد توقيع واشنطنوموسكوعلي معاهدة «ستارت 2» العام الماضي.