بدأت لجنة عليا خليجية سعودية من الخبراء والمتخصصين، منبثقة عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، تقييم التأثيرات البيئية من مفاعل بوشهر النووي الإيراني في الخليج العربي وإجراء الدراسات البيئية الدقيقة حول هذا الجانب. ويؤكد الخبراء أن مفاعل بوشهر الإيراني يهدد دول مجلس التعاون عامة والكويت خاصة، وذلك بسبب افتقاره معايير الأمان وعدم شفافية الأنشطة والأهداف منها وكون مدينة بوشهر نفسها تقع على خط زلازل نشط وأي زلزال كبير أو متوسط قد يؤدي إلى انقطاع مياه التبريد عن المفاعل النووي، ما سيؤدي إلى كارثة حقيقة بمعنى الكلمة، إضافة إلى تلوث جوي وبحري بالقرب من الكويت فالكويت تعد الأقرب إلى المفاعل من أي مدينة خليجية أخرى. وكشف الأمين العام للمنظمة العربية الأوروبية للبيئة طارق العبيد في تصريحات لصحيفة الاقتصادية السعودية أمس أن اللجنة السعودية الخليجية بدأت عملها لجمع المعلومات كافة وتقييم التأثيرات البيئية التي تنتج من مفاعل بوشهر النووي الإيراني، سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل حال تعرضه لتسرب إشعاعي جراء الهزات الأرضية،كونه واقعا على خط زلازل نشط. وقال العبيد إنه يجب أن تفكر دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية تباعا لما تخلفه الآثار البيئية من دمار للإنسان ومكونات البيئة، حيث إن الاتجاه إلى المفاعلات النووية وبنائها أثبتت التجارب والأحداث الأخيرة التي شهدتها اليابان أن لها أثرا بيئيا بالغ الأهمية. ويقول الخبراء إن المسافة بين رأس الزور في الكويت وبوشهر في إيران لا تزيد على 236كم، وذلك بسبب أن الخليج العربي شبه مغلق تتغير مياهه مرة كل خمس سنوات، وأي تسرب من الملوثات النووية سيكون له تأثير مدمر على دول المنطقة كافة والبيئة البحرية فيها، كما أن مياه الخليج تتحرك بعكس عقارب الساعة، وهذا يعني أن أي تلوث في المياه من مفاعل بوشهر سيكون له تأثير كبير على الكويت على وجه الخصوص ومحطات تقطير المياه بها، فحركة مياه الخليج ستبعث بالملوثات باتجاه الشواطئ الكويتية. وفي حالة حدوث تسرب جوي في المفاعل قد يؤدي إلى انتشار السحابة النووية نحو أقصى أطراف دول مجلس التعاون، حيث إن ذلك يعتمد على الأحوال الجوية ووقت حصول الحادث فإن اتجاه الرياح هو إما من الشمال إلى الجنوب أيضا من جهة إيران إلى المنطقة ستحمل معها الملوثات أولا إلى الكويت وشمال السعودية وجنوب العراق، أما إذا كانت من الشرق إلى الغرب فستكون الإمارات وعمان واليمن أول المتضررين. ويؤكد الخبراء أن حدوث أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر النووي الإيراني يمكن أن يصل أجواء الكويت في أقل من 15 ساعة فقط إذا ما كانت سرعة الرياح خمسة أمتار في الثانية، وعلى الرغم من وجود مفاعل بوشهر في الأراضي الإيرانية، إلا أن 10% فقط من سكان إيران قد يتعرضون إلى مخاطر حدوث التسرب الإشعاعي في المفاعل بينما من 40-100% من سكان الخليج سيتعرضون إلى تلك المخاطر.