الكتاب يروي وبأسلوب أدبي ماتع قصة المؤلف مع مرض اللوكيميا، من لحظة الاكتشاف وحتى الشفاء مروراً بكل تفاصيل الآلالم والمتاعب التي واجهها المؤلف بصلابة وقوة. يقول المؤلف: If you are using a screen reader, you may في كل ليلة أو صباح يلبسني، لم تذهبْ بي الأوقات بعيدًا. ثوب يومي يتَّسِعُ لرحيلِ جسدي، وأنا أفكر بالموت الذي تراءى لي خلسةً - الآن ثانيةً - بعد غيبتي الأولى، شاخصًا جليلا بأوجاعي، وهي تزداد في صراخي. تراءى لي بحسرةٍ، ونزعة الروح وهي صامتة مخذولة موسوسة بعذاب النشور والبعث والحساب. ألتفتُ ذات اليمين وذات الشمال، أبحثُ عن رقيبٍ وشاهدٍ ومشهود. إذًا هو الموتُ أقربُ لي من حبل الوريد. وفي تلك الليلة المظلمة والموحشة ببردها، استسلمتُ مطروحًا ومهزومًا تحت شجرةِ أيامي. أترقَّب اللحظات بثقلها وهواجسها وغياب النوم وصرخات المفاصل والعظام. مطروحًا على ظهري - هكذا كانتْ نومتي -، أتقلب على الجنبين بألمٍ وفزع وبُكاء. فيذهب النعاس ويجفو رمشة العين. مطروحًا بيأسٍ وصراع داخل جسدي وهو ينحل. أجهل معالمه وعلمه وتحوّله وتبدّله. أجهلُ كل شيء ببدني. أجهل نفسي ووساوسها، وهلعها، وجزع البين وأنا أتذكره، ومرارة الرحيل.