على الرغم من أنّ ذاكرتي الكروية لاتزال عالقة في زمن ريفالينو وبرونو وسلطان بن نصيب، إلا أنني ألفيت نفسي مؤخرًا متابعًا لما يجري على الساحة الرياضيَّة بعد تصاعد الجدل حول تراجع مستوى الكرة السعوديَّة وانتكاساتها، فاليوم لم تعدْ الرياضة في نظري ملفًا ترفيهيًّا أو مُجرَّد وقت فراغ يمضيه المرء في المدرجات لتشجيع فريق كرة قدم، بل أكاد أجزم أنها أضحت جزءًا من الكرامة الوطنيَّة لأيِّ شعب وهي أخطر من أن تُترك لعبث الرياضيين! *** لقاء السعوديَّة والأرجنتين كان فرصة حقيقية لاستعادة جزءٍ من فردوس الكرامة المفقود لدى الشباب السعودي الذي فرَّط مسؤولو الرياضة في بلاده بمخزون الأمل واستنفدوه بالاخفاقات تلو الاخفاقات.. ذلك اللقاء الذي أشاد بمستوى منتخبنا فيه الإعلام الأرجنتيني نفسه وكثير من وسائل الإعلام المحايدة، قابله بعض المُثقَّفين لدينا وللأسف بالشماته تارة وباللمز تارة أخرى باعتباره لقاءً وديًّا مُفَبْركا ومفتعلاً!، شخصيًّا لم أعجب من مواقف أولئك؛ ليقيني أن مهمتهم التي يخلصون العمل لها، ليست إلا قتل الأمل فينا أينما استيقظ وعلا! *** لا أعتقد أن فوضى استقبال البطل العالمي «ميسي» تستحق كل هذا اللوم وجلد الذات باعتبارنا «انفضحنا» أمام العالم كما يحلو للبعض أن يصوره، بل على العكس فمن وجهة نظري أن ذلك الاستقبال العفوي كشف بأنّ شبابنا جزءٌ من العالم وأنَّه ينظر إلى المشاهير والمبدعين نظرة إنسانيَّة تتجاوز العرق واللون والدين وليس كما يروّج البعْض عنَّا!! *** شخصيًّا لم أشعر ب»الفشيلة» من الطريقة التي استقبل بها المعجبون اللاعب ميسي في المطار بقدر خجلي وألمي وفشيلتي حين أخبرني أحد الأصدقاء نقلاً عن مسؤول رياضي أن سبب التكدّس والفوضى في المطار هو سماحُ المسؤولين والمُوظَّفين في المكان لأبنائهم وأقاربهم بالحضور لنيل الفرصة التاريخية برؤية البطل ميسي وجهًا لوجه.. يعني اشتغلت الواسطة حتَّى في استقبال ميسي! عبر تويتر: fahadalajlan@