شنت إسرائيل الحرب على غزة 2012م وهي تسعى إلى كسر العظم والإرادة بينها وبين دول الربيع العربي وبخاصة مصر وتهدف إلى: أولا: إضعاف الحكومات الإسلامية العربية وإفشال مشروعها: مصر، تونس، ليبيا، والتيار الإسلامي في الوطن العربي. ثانيا: كسر الحياد الأمريكي (المدعى) في عهد أوباما في الفترة الأولى وجعله تأييداً سافراً كما كان زمن بوش في الفترة الثانية. ثالثا: إفشال النشوة العربية التي عاشتها الشعوب العربية في ربيعها. رابعا: تحييد تركيا التي شكلت محوراً إسلامياً مع الدول العربية من بداية غزة 2008م أبان الهجوم الإسرائيلي على غزة. خامسا: التعجيل بجر إيران للدخول في مواجهة مبكرة مع إسرائيل. سادسا: استثمار حرب غزة والتأثير على أصوات الداخل الإسرائيلي. سابعا: إرهاب وخلط الأوراق قبل تقديم الرئيس الفلسطيني طلب العضوية من الأممالمتحدة. قد تكون هذه إحدى القراءات لهجوم غزة وتحليلا للموقف، لكن الشعب الفلسطيني لديه قراءة مختلفة تماما عما يحدث في فلسطين انها مواجهة مستمرة دائماً مع الاحتلال الإسرائيلي، قد لا تكون لها علاقة بأي مؤثر خارجي، الفلسطينيون يعرفون أن الحرب تؤذيهم وتقتلهم وتهدم المنازل والبنية التحتية لكن الحرب فرضت عليهم وأن المواجهة تكسبهم تعاطف الرأي العام وكسر الحاجز الذي يدعي أن إسرائيل أقوى قوة في الشرق الأوسط ولا تقهر، وبدلا من الاستسلام لليأس والأمر الواقع، يحاول الفلسطينيون نقله وإعادته للطرف الإسرائيلي وجره لليأس والرضوخ لمفاوضات الدولتين مع كاملة السيادة. يلاحظ في الصواريخ الفلسطينية - التي يقال إنها استعراضية - أنها موجهة للنقب أو هكذا يعتقد أي للمفاعلات النووية الإسرائيلية أو محيطها، حتى أن نتنياهو قال دمرنا جميع الصواريخ طويلة المدى. لنفترض أن صواريخ القسام استعراضية فإن مجرد التفكير الوصول إلى المفاعل النووي في ديمونة هو خط أحمر وكارثي في المواجهات في نظر إسرائيل. جربت إسرائيل في حربها مع لبنان 2006م وحربها مع غزة 2008م أن المواجهات مع المدن حرب خاسرة وأن الفلسطينيين بعد كل حرب يعودون منتصرين في حين إسرائيل تخسر في المحافل الدولية ويتقلص طموحها في إسرائيل الكبرى، وتدرك بعد كل حرب أن أصعب الحروب هي حرب الديموغرافيا (الناس).