فور شيوع خبر اغتيال القيادي في كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري، بدأ الآلاف حول العالم بتناقل الأخبار والمعلومات عبر مواقع التواصل الإجتماعي. الا ان اللافت كان مشاركة حسابين على تويتر في متابعة الأحداث، وهما حسابي الجيش الإسرائلي وكتائب عز الدين القسام. فقد بدأ حساب الجيش الإسرائيلي نشر تغريداته بكثافة فور اعلان اغتيال الجعبري مساء يوم الأربعاء ليطلق حملة يبرر فيها العدوان. وأشارت طبيعة الحملة على تويتر، بكثافتها وتنظيمها، الى ان المهمة لن تنتهي بعملية الإغتيال وأن تصعيداً سيحصل في الساعات المقبلة. وغرّد الحساب رسالة مرفقة بصورة للقائد الجعبري وكتب عليها "تمت إزالته" بمعنى أنه قتل. وفي بداية الحرب النفسية، أعلن في تغريدة أن "كل الإحتمالات مطروحة على الطاولة". ثم تغريدة أخرى مع رابط لشريط مصور يظهر عملية استهداف سيارة الجعبري. ثم ينشر الحساب الإسرائيلي رسماً يبرّر العملية الإسرائيلية ويقول: "12 ألف صاروخ أطلق من غزة". وتتوالى التغريدات المحرّضة والمبررة لتوسيع الهجوم على قطاع غزة لتشمل شريط مصور قالتالتغريدة انه لمجموعة ناشطين من كتائب القسام يخفون صاروخاً متوسط المدى من نوع "فجر". وصورةأخرى يقول فيها المتحدث الإسرائيلي انها لراجمة صواريخ فلسطينية قرب مسجد ومصانع. كما ظهرت تغريدة للجيش الإسرائيلي قال فيها ان "صاروخا أطلق من غزة اصاب مركزاً تجارياً في مدينة رئيسية في الجنوب"، من دون تحديد إسم المدينة التي ترددت معلومات ان تكون عسقلان او ديمونة. أما حساب كتائب القسّام، فغرّد في تكرار لبيان الكتائب ان استهداف القائد الجعبري فتح على الإحتلال أبواب جهنم. ثم ما لبث ان بث تغريدات عن بعض عمليات المقاومة مثل استهداف قاعدة التنصت 8200 وقاعدة الإسناد "صوفا" بالقذائف والصواريخ. كما نشر الحساب خبر لإستهداف القصف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة واستشهاد طفل جراء القصف. ويتابع حساب الجيش الإسرائيلي على تويتر 70 الف مستخدم في حين ان حوالي 4 آلاف مستخدم فقط يتابعون حساب كتائب القسام. واللافت ان الحسابين ينشران تغريداتهما باللغة الإنلكليزية، ما يزيد من حجم المتابعين، في دلالة على اهمية المجال الإعلامي في الحرب. مواجهة افتراضية ولكن، كتب الجيش الإسرائيلي تغريدة توجّبت ردّاً من الحساب القسّامي. فقد غرّد الحساب الإسرائيلي "نصيحة لناشطي حماس، من العناصر الصغير او الكبيرة، عدم إظهار وجوههم فوق الأرض في الأيام القادمة". الا ان حساب كتائب القسام ردّ على التهديد الإسرائيلي بالقول:"ايادينا المباركة ستصل الى زعمائكم وجنودكم اينما حلّوا ...لقد فتحتم ابواب جهنم على انفسكم". وفي تلك اللحظة بدأ مستخدمو تويتر بتناقل الخبر حول "رد حماس على اسرائيل" وكيف ان الطرفين يتبارزون على الأرض وفي العالم الإفتراضي أيضاً. فهل تساهم الحرب اللإفتراضية في حسم الحرب العسكرية؟