الحمد لله الذي جعل الشعب السعودي المتحاب في الله ثم في ولاة الأمر، أطال الله عمرهم وأدام عزهم، ثم في هذه اللحمة الوطنية المشرفة قدوة لكل وحدة عظيمة على مستوى العالم بأسره. فمنذ أن وحّد الله المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه وجزاه عن أبناء الوطن من كل جيل خير الجزاء- وأبناء الوطن إخوة متحابون في الله يجمعهم شعار التوحيد الخالد على راية الوطن الخفاقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهذا ما سار عليه كنهج ثابت أبناؤه الملوك من بعده -رحمهم الله- سعود وفيصل وخالد وفهد إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -أطال الله عمره وأدام عزه- وسيدي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز -أطال الله عمره وأدام عزه-. وبما أن الشعراء الشعبيين السعوديين هم أبناء الفطرة الإسلامية والعادات والتقاليد المشرفة فإن كل تجاوز لا يليق في الشعر مرفوض تماماً، وتحديداً في النعرات العصبية التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم (بالمنتنة)، وهو عليه السلام الذي لا ينطق عن الهوى، ثم أن الإسلام بمصادر تشريعه - الكتاب والسنة والإجماع والقياس - قد حارب هذه السلبية، وحسم أمرها منذ بزوغ فجر الإسلام، كما حاربها المجتمع وكل من لديه وازع ديني ومنطق سوي. قال تعالى: وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) سورة لقمان. وأياً كانت تبعات هذا الأمر أو دوافعه فهي تافهة وباعثها ضيق الأفق، وفي النهاية تؤدي إلى مساس باللحمة الوطنية، وهذا هو الأهم من - الشخصية - لمن تقف محدودية مداركه عند أمدها تبعاً لسقف وعيه وثقافته التي لا تمثل أحدا غيره في جانبها، والإنسان السوي هو من يعتز بدينه ووطنه وولاة أمره وأخلاقه وإنجازاته على الصعد المشرفة. يقول الشاعر المتنبي: وَفِي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلعَيِيَّ وإنَّمَا صَحِيفَةُ لُبِّ الْمَرْءِ أَنْ يَتَكَلَّمَا ويقول الشاعر زهير بن أبي سلمى: وَلَسْتُ بِقَانِعٍ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ بِأَنْ أُعْزَى إِلَى جَدٍّ هُمَامِ ويقول الشاعر عبد الله بن علي بن صقيه: احفظ لسانك في جميع الدواوين ترى الحكي كثره يثير الدعاوي العي يلقى له من الناس عيين راعي المساوي ينجزي بالمساوي من تاه دربه من فعول المضرين عليه ذيب الليل بالليل عاوي اتبع طريق أهل العقول الفهيمين لا تتبع من هو عن الحق غاوي درب الردى هيّن على اللي رديين ودرب الوفاء دونه وعور ومهاوي ما يدركه غير الرجال الوفيين أهل الجمايل واصلين الحراوي [email protected]