يقول الله سبحانه وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} التوبة 105، وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل منكم عملاً فليتقنه)، وتدل هذه الآية الكريمة والحديث الشريف على أهمية إتقان العمل ليسمو به إلى الكمال.. والإتقان هو سبب من أسباب التفوّق في أي عمل مناط إليك.. والإتقان في المفهوم الإسلامي ليس هدفاً سلوكياً فحسب، بل هو ظاهرة حضارية تؤدي إلى رقي الجنس البشري ومنه وعليه تقوم الحضارات، ويعمر الكون وتثرى الحياة.. وعليه يجب أن ندرك أن حضارات الشعوب تتوقف على أداء المهمات بإتقان في الإنتاج والعمل والأخذ بأسباب الإتقان وبذل الجهد الصادق.. ونكون بهذا العمل قد وصلنا إلى ذروة الكمال، قال الله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} النمل88، والإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة، والمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل يعمله سواء كان تعبداً أو سلوكاً أو معيشياً، فكل عمل يعمله المسلم هو من المطالب الشرعية المحببة.. يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). ولو نظرنا إلى سبب تخلف بعض الشعوب في بعض مجالات الحياة لوجدنا أن فقدان روح الإخلاص والإتقان في العمل وانتشار الفوضى والكسل. وقد وجدت قوة في العمل وسرعة الإنجاز كمثال في إدارة مرور عسير.. وجدت ثلاثة عناصر يجب أن تتوفر في أي دائرة حكومية أو شركة أو مؤسسة ألا وهي: الإتقان والقوة في الأداء والسرعة في الإنجاز، لم يؤخذ من وقتي وأنا أراجع في تجديد رخصة السير أكثر من ثلاث دقائق مما جعلني أتطرق لهذا الموضوع وأبارك لهذه الإدارة جهودها في الاهتمام بشؤون المواطن والكل منا مطالب بترسيخ الإتقان في أداء أعمالنا لأنها تمثّل معيار سلامة الفرد وقوة شخصيته وسمة التغيير الحقيقي فيه وليكن كل هذا في منظومة في حياتنا التعبدية والسلوكية والوطنية. أبها