إذا ما تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - نجد فيما يقوله من عبارات، نبرات الصدق والإخلاص لكل المسلمين؛ ويتضح ذلك جلياً في كلمته التي ألقاها خلال حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج بقصر منى، وكل همه رأب الصدع، واجتماع الكلمة، وتوحيد الصف، وذلك حينما قال: (إننا في أشد الحاجة إلى تضامن حقيقي يحفظ وحدة الأمة ويحميها من التجزئة والانقسام، ويصون الدماء التي حرّمها الله. وهي رسالة الحج الذي يدعو إلى اجتماع الكلمة، ولَمّ الشَّمْل، ونَبْذ الفُرقة والتَّشرذم. وإننا لندعو الباري - عز وجل - أن يأخذ بأيدي قادة الدول الإسلامية إلى ما فيه صلاح أوطاننا ومجتمعاتنا). وقد حثّ ولاة أمور المسلمين على أن يتَّقوا الله في أوطانهم وشعوبهم، وأن يستشعروا ثِقَل المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ولم يغب عن ناظريه المسؤولية الحقّة أمام الله سبحانه وتعالى، حينما قال: (نحن مسؤولون أمام الله تجاه شعوبنا وأُمَّتنا، فلا نهضةَ ولا تَقَدُّمَ إلا بالرَّخاء والأمن). ويركز خادم الحرمين الشريفين على الحوار، لأن أي مجتمع في العالم لا يمكن أن ينهض، ولا أن يصفو إلا بالحوار المعتدل، معلقاً كل الآمال بالمولى - عز وجل - في قوله: (إن حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعي، فالشتات، والجهل، والتحزّب، والغلو، عقبات تهدد آمال المسلمين. إن الحوار تعزيز للاعتدال والوسطية، والقضاء على أسباب النزاع، والتطرف، ولا مخرج من ذلك إلا أن نعلق آمالنا بالله). ويوضح - حفظه الله - ذلك بقوله: (إن فكرة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية، الذي أعلنا عنه في مكةالمكرمة، لا تعني بالضرورة الاتفاق على أمور العقيدة، بل الهدف منه الوصول إلى حلول للفرقة وإحلال التعايش بين المذاهب بعيداً عن الدسائس). ومن حرص خادم الحرمين الشريفين على التآلف بين الأديان السماوية، وعدم المساس أو التعرض للأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، فقد طالب الملك عبد الله بن عبد العزيز، هيئة الأممالمتحدة بمشروع يُدين أي دولة أو مجموعة تتعرض للأديان السماوية والأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ولعل هذه إحدى المزايا التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين، التي جعلت منه قائداً إسلامياً محباً للخير لجميع بلدان العالم لتنعم كلها بالأمن والاستقرار والرخاء؛ وما هذا المشروع المقترح إلا واحد من بين المشروعات التي ينادي بها - حفظه الله - وإن أقر مثل هذا المشروع على صعيد الدول، فإن ذلك سيساهم في التآلف بين دول العالم، وسيبعد الأضغان، وما يدعو لإثارة المشكلات والفتن التي من شأنها التباعد وليس التقارب!! ولا نستغرب ذلك من أبي متعب، فهو قائد من قادة المسلمين، أحب العالم بأسره، ومن حبه ووفائه لشعوب العالم، فقد منح قلبه للعالم دون مقابل!!