أشاد عدد من العلماء والدعاة بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة إلى الحوار، وأكدوا على حاجة العالم الإسلامي إليه في هذه المرحلة، لافتين إلى أن إحلال ثقافة التعايش والتفاهم بين المذاهب يصب في صالح المسلمين ويحقق وحدتهم. حول ذلك، أوضح مدير جامعة أم القرى سابقا الدكتور سهيل قاضي، أن إنشاء مشروع يدين أي دولة أو مجموعة تتعرض للأديان السماوية والأنبياء يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية الأديان السماوية والحفاظ على الأمة الإسلامية فالدين جاء بالموعظة الحسنة، وقال: «هذه الدعوة من خادم الحرمين الشريفين ليست مستغربة فهو قائد الأمة الإسلامية ويستشعر كل همومها، والاعتدال يشكل مناخا إيجابيا يشجع على التواصل والانفتاح وتعزيز مفاهيم الوسطية التي ننشدها جميعا»، وأشار إلى أن الحوار يتسع باتساع الشعوب فهو حوار الجميع مع الجميع لاكتشاف الجميع من أجل مستقبل الأمة الإسلامية، لافتا إلى أن الحوار يعزز مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح لأنه من جهة يطلق طاقة الحوار وهي طاقة خلاقه ومنهج ديني يحثنا عليه ديننا الإسلامي وهذه الدعوة من خادم الحرمين الشريفين هي دعوة لحفظ حقوق المسلمين. الفكر الإسلامي الوسطي من جانبه، رأى الدكتور ناصر الصالح، أن الحوار يبرز دور الأمة الإسلامية في نشر العقيدة الصحيحة والفكر الإسلامي الوسطي والحرص على إيضاح الكثير من المفاهيم المتعلقة بالمنهج الإسلامي الحنيف وتبيان سماحته واعتداله، وقال: «الدعوات التي يطلقها خادم الحرمين الشريفين تأتي من حرصه الدائم والمستمر بمصالح الأمة الإسلامية ونشر ثقافة التسامح بين الشعوب». ومن جهته، قال وكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل غباشي: «إن هذا الموقف النبيل لخادم الحرمين الشريفين يحفظ للعالم مكانته وحقوقه ويحفظ لكل ذي حقا حقه»، وأضاف: «إن تأكيد مبدأ الاعتدال والوسطية هو منج من مناهج ديننا الإسلامي الذي يحث على الحوار وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام تحث على هذا الجانب»، مشيرا إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين جاءت لتأكيد الاعتدال والوسطية والحوار وعدم الإساءة أو المساس بالأديان السماوية والأنبياء وحفظ حقوق العالم الإسلامي وهذه رسالة واضحة من خادم الحرمين الشريفين حفظه إلى العالم أجمع. متطلبات المرحلة في السياق نفسه، قال الدكتور محمد النجيمي خبير المجمع الفقهي وعضو لجنة المناصحة ل «عكاظ»: «نثمن هذا الدور لخادم الحرمين الشريفين في هذه المسألة المهمة والحساسة والتي تستدعيها هذه المرحلة وهي الحوار بين المذاهب الإسلامية على مختلف أشكالها وأنواعها وإن المرحلة تقتضي ذلك لما فيها من استقطاب مذهبي». وبين النجيمي أننا تعايشنا سنوات عديدة قبل أن تقوم الثورة الإيرانية ونحن متحابون وإخوان وكل على مذهبه وشاكلته، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين ساهم بدوره لإنشاء هذا الحوار الهام الذي يهدف منه إلى الوصول إلى حلول للفرقة وإحلال التعايش بين المذاهب بعيدا عن الدسائس أو غيرها، الأمر الذي سيعود نفعه لصالح أمتنا الإسلامية وجمع كلمتها، وحول مطالبة خادم الحرمين الشريفين هيئة الأممالمتحدة بمشروع يدين أي دولة أو مجموعة تتعرض للأديان السماوية والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أشار إلى أنها دعوة عظيمة بل إنها دعوة القرآن الكريم مستدلا بقوله تعالي: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون»، وبين النجيمي أن الإسلام منعنا أن نتعرض لأديان ومعبودات آخرين لأي حال من الأحوال.