شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أن المملكة ماضية في استشعار جلال مسؤولياتها تجاه خدمة الحرمين الشريفين ومن قصد أرض المملكة من حجاج وعمّار وزوار، وأنها لن يصرفها عن خدمة ضيوف الرحمن صارف، وذلك فيما يتهيأ الحجاج المتعجلون إلى اختتام رحلتهم المقدسة اليوم (الأحد) ثاني أيام التشريق وثالث أيام عيد الأضحى المبارك، بعدما نعموا بالأمن والطمأنينة والأجواء الروحانية وأفادوا من المشاريع الضخمة التي أنجزتها السعودية من أجل راحة حجاج بيت الله الحرام. ونادى خادم الحرمين الشريفين بتضامن حقيقي يحفظ للأمة وحدتها ويحميها من التجزئة. وأكد ضرورة حوار الأمة مع نفسها ومع الآخر لتعزيز الاعتدال والقضاء على أسباب التطرف. ودعا الأممالمتحدة إلى مشروع يدين الإساءة إلى الأديان والأنبياء. وقال خادم الحرمين الشريفين: «إن حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعي». ووصفه بأنه «تعزيز للاعتدال والوسطية والقضاء على أسباب النزاع والتطرف». ودعا المسلمين إلى «تضامن حقيقي يحفظ وحدة الأمة، ويحميها من التجزئة والانقسام». وأضاف خادم الحرمين الشريفين، في كلمة ألقاها أمس في حفلة الاستقبال السنوية للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج، أن «حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعي، فالشتات والجهل والتحزب والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين. إن الحوار تعزيز للاعتدال والوسطية، والقضاء على أسباب النزاع، والتطرف، ولا مخرج من ذلك إلا أن نعلق آمالنا بالله». وذكر خادم الحرمين الشريفين أن فكرة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية «الذي أعلناه في مكةالمكرمة لا يعني بالضرورة الاتفاق على أمور العقيدة، بل الهدف منه الوصول إلى حلول للفرقة وإحلال التعايش بين المذاهب، بعيداً عن الدسائس أو غيرها، وهو ما سيعود نفعه على أمتنا الإسلامية وجمع كلمتها». وقال «من مكاني هذا، وبجوار بيت الله الحرام، أطالب هيئة الأممالمتحدة بمشروع يُدين أية دولة أو مجموعة تتعرض للأديان السماوية والأنبياء وهذا واجب علينا وعلى كل مسلم تجاه الذود عن حياض ديننا الإسلامي والدفاع عن رسل الحق». وفي كلمة أخرى وجّهها خادم الحرمين الشريفين إلى حجاج بيت الله الحرام، قال: «إننا في أشد الحاجة إلى تضامن حقيقي يحفظ وحدة الأمة ويحميها من التجزئة والانقسام ويصون الدماء التي حرمها الله، وهي رسالة الحجّ الذي يدعو إلى اجتماع الكلمة، ولَمّ الشَّمْل، ونَبْذ الفُرْقة والتَّشرذم، وإنَّنا لندعو الباري أن يأخذ بأيدي قادة الدّول الإسلاميَّة إلى ما فيه صلاح أوطاننا ومجتمعاتنا، كما نُهِيبُ بولاة أمر المسلمين أن يتَّقوا الله في أوطانهم وشعوبهم، وأن يَسْتَشْعِروا ثِقَل المسؤوليَّة الملقاة على عواتقهم، فنحن مسؤولون أمام الله تجاه شعوبنا وأُمَّتنا، فلا نهضةَ ولا تَقَدُّمَ إلَّا بالرَّخاء والأمن». وأضاف: «اليوم نحن أمة الإسلام بأمسّ الحاجة إلى الحوار مع الآخر وإلى حوار أمتنا مع نفسها، لنبذ دواعي الفرقة والجهل والغلو والظلم التي تُشكل تبعات تُهدد آمال المسلمين. ومن هذا المنطلق دعت المملكة العربية السعودية وما زالت تدعو إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهي ماضية في ذلك بإذن الله، سعياً لما فيه خير الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء». وأكد مساعد قائد الدفاع المدني بمشعر منى العقيد عبدالله السيف عدم رصد أية حوادث مؤثرة أثناء مبيت حجاج بيت الله الحرام أول من أمس، وأثناء توجههم إلى رمي الجمرات، ابتداءً من الساعات الأولى من صباح أمس، مشيراً إلى استمرار فرق ودوريات السلامة في تفقد اشتراطات السلامة في مخيمات الحجيج وإزالة أية مخالفات بها، ومراقبة قرار حظر استخدام الغاز المسال لأغراض الطهي في المشاعر. وبدأ كل الحجاج أمس رمي الجمرات الثلاث، بدءاً من الصغرى، ثم الوسطى، بسبع حصيات لكل جمرة، يكبر الحاج مع كل حصاة ويدعو بعد الصغرى والوسطى، مستقبلاً القبلة رافعاً يديه، يدعو بما شاء.