أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية نجاح واكتمال تصعيد ضيوف الرحمن ليوم التروية بمشعر منى وسط منظومة من الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية المشاركة في أعمال الحج. وقال سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمقر إمارة منطقة مكةالمكرمة بمشعر منى: إن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة حتى يوم أمس الأربعاء وصل إلى مليون و752 ألفا و392 حاجاً يمثلون 189 جنسية من مختلف دول العالم. وأكد سمو الأمير خالد الفيصل فخر المملكة العربية السعودية بخدمة ضيوف الرحمن في الأراضي المقدسة، وفي هذه الأيام المباركة، رافعاً شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - على الاهتمام بكل ما من شأنه أن يسهم في خدمة الحج والحجيج وتوفير الخدمات اللازمة لهما، إلى جانب توفير المبالغ اللازمة للمشروعات، داعيا الله عزَّ وجلَّ أن يجعل التوفيق حليف جميع من يقوم بهذا العمل العظيم. جاهزية خطة التصعيد لعرفات وفيما يتعلق بعدد حجاج الداخل قال سموه: «لا أستطيع أن أخبركم عن عددهم لأنه وللأسف هناك الكثير من الذين يدخلون المشاعر بدون تصريح وبدون إذن». ولفت سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الانتباه إلى اكتمال جميع الاستعدادات والإمكانات لتصعيد الحجاج غداً لمشعر عرفات، مشيراً إلى أن خطة المرور جاهزة لتسهيل انتقال ضيوف الرحمن - بمشيئة الله - لهذه المرحلة الثانية. الوضع الصحي وقال الأمير خالد الفيصل: «إن الوضع الصحي للحجاج كما أكدت تقارير وزارة الصحة ممتازة ولله الحمد»، مشيراً إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وفرت لحج هذا العام «3000» سرير لخدمة الحجاج، وثمانية مستشفيات في مكةالمكرمة وسبعة في المشاعر، وأكثر من 150 مركزاً صحياً، إلى جانب أكثر 600 ألف متر مكعب يومياً من الماء، وتشغيل ست محطات جديدة لتحويل الكهرباء، بالإضافة لتجنيد «12000» عامل نظافة. قطار المشاعر وأبان سموه أن قطار المشاعر سينقل في هذا العام بمشيئة الله 500 ألف حاج الحد الأقصى للقطار، مفيدا أن عدد الحافلات المشاركة في نقل الحجاج يبلغ 20 ألف حافلة. 82 ألف رجل أمن وبين سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن عدد رجال الأمن المشاركين في تسهيل خدمة الحجاج في المشاعر المقدسة يبلغ نحو 60 ألف رجل أمن، في حين يبلغ العدد الإجمالي لرجال الأمن الذين يشاركون في أعمال الحج 82 ألف رجل أمن من الأمن العام في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، بينما يبلغ عدد رجال الدفاع المدني 26.500، مشيراً إلى أن عدد مراكز الهلال الأحمر 152 مركزاً، تتبع لها 510 سيارات إسعاف. 36 ألف دورة مياه في منى ومزدلفة وأفاد سمو رئيس لجنة الحج المركزية أنه تم تنفيذ 36 ألف دورة مياه في مشعري مني ومزدلفة ضمن مشروعات المرحلة الأولى التي نفذت ودخلت الخدمة لصالح الحجاج، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية في طور التنفيذ. واستعرض سموه عدداً من المشروعات التي نفذت هذا العام لخدمة حجاج بيت الله الحرام كنقل وتطوير مجزرة الجمال والأبقار التي نقلت هذا العام إلى مقرها الجديد وبدأ العمل فيها، إلى جانب تنفيذ الطريق المزدوج مع تقاطع طريق الملك خالد وطريق المعيصم إلى موقع المجزرة في الشرائع بطول 5 كليو مترات. كما استعرض سموه مشروعات توسعة الساحات الغربية للجمرات من جهة مكةالمكرمة وإنشاء أنفاق ربط منطقة الشعيبين والمعيصم للطابق الثالث للجمرات، بالإضافة لإنشاء أنفاق لربط منطقة العزيزية بالطابق الثاني للجمرات، لافتاً الانتباه إلى أن هناك العديد من المشروعات الكبيرة في مجالات أخرى ولكن معظمها غير منظور. خدمة الحجاج تحسب للمواطن قيادة وشعبا عقب ذلك أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين، وقال سموه في إجابته عن سؤال يتعلق بتقييم استعدادات الأجهزة الحكومية لحج هذا العام وانعكاسها على خدمة ضيوف الرحمن، قال: إن المشروعات التي أنجزت في هذا العام والأعوام السابقة تأتي في إطار الاستعدادات للحج وخدمة الحجاج، وسيكون انعكاسها ممتازا - بمشيئة الله - والاستعدادات ومستوى الأداء في الخدمات يرتفعان كل عام عن العام الذي سبقه، وبالتالي يرتفع رضى الحجاج عن الخدمات التي تقدم وهذا يحسب للمواطن السعودي قيادة وحكومة وشعباً. الاستغناء عن الحافلات وفيما يتعلق بأفكار تطوير الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، والاستغناء عن الحافلات في الحج بين سموه أن هناك فكرة مشروع قدمت لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتطوير المشاعر المقدسة مع ما قدم له - أيده الله - من مشروع المخطط الشامل لمكةالمكرمة وقد وافق عليه - حفظه الله - وصدر بيان من مجلس الوزراء في رمضان الماضي بالموافقة، ومن ضمنها الموافقة على دراسة تطوير المشاعر المقدسة والأفكار التي طرحت. وأضاف سمو أمير منطقة مكةالمكرمة قائلاً: «من ضمن تلك الأفكار تخصيص جزء كامل للنقل», مرجعا ذلك لأهمية النقل في الحج حيث يبلغ عدد من يستفيد منه حوالي ثلاثة ملايين حاج ينتقلون ست مرات في خمسة أيام «عادا النقل الركيزة الأساسية في الحج». وأكد سموه أنه إذا توفرت للحاج وسيلة النقل المريحة والسكن المريح سيتُغلب على أعظم المشكلات التي تواجهه، مشيرا إلى أن الأشياء الخدمية الأخرى كالأمن والماء والكهرباء متوفرة بفضل الله، ولا تواجههم فيها أي صعوبة. تصاريح الحج وأردف سمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية القول: «هناك مشكلة تواجهنا بالإضافة إلى مشكلتي النقل والسكن، هي مشكلة كيفية التحكم في منع الحج بدون تصريح لكيلا يزاحموا الحجاج الذين أصدر لهم تصريحات حج». وفيما يتعلق بكيفية منع المتسللين للحج من دون تصريح وما له من أثر على جودة الخدمة المقدمة للحجاج أجاب سمو أمير منطقة مكةالمكرمة قائلا: «نحن إذا استمرينا في كل عام نتقدم خطوة للأمام في هذا الاتجاه سنصل في يوم من الأيام إلى منع أي شخص لا يحمل التصريح، لا أستطيع أن أقول متى يتم ذلك؛ بعد عام أو عامين أو ثلاثة، ولكن المهم أن نستمر في هذا التقدم، فهذا العام الأداء كان أفضل من العام الماضي»، متوقعا أن يكون العام القادم أفضل من هذا العام بمشيئة الله. المتسللون وفي تعليق لسموه على سؤال عن وجود بعض الأشخاص الذين يقومون بتهريب المتسللين للمشاعر المقدسة، قال سموه: لا تزال مشكلة التسلل إلى المشاعر موجودة ولا يزال هناك أناس لا يحترمون النظام ولا يحترمون الحاج الذي جاء من بلاده بتصريح وبطريقة نظامية ويريدون أن يأخذوا موقعه الذي يستحقه في هذا الأرض الصغيرة التي لا تتمدد وإنما هي أرض لها سعة معينة، تكاثر الأعداد وخصوصاً من قبل الذين لا يحملون تصريحا ويدخلون بطريقة غير نظامية تضركثيراً بالحاج المنتظم، وهي من مسؤوليتنا ويجب أن نحد من هذه الظاهرة ونوقف كل من يخالف الأنظمة ويتحداها، هذا أمر ليس بالسهل، والإنسان دائما يحاول أن يتحايل على الأنظمة وهو يفلح في كثير من الأحيان ولكنه في النهاية يقع في قبضة العدالة». وأشار سموه إلى أن اللجنة المركزية للحج تجتمع كل عام بعد الحج مباشرة وتعيد تقييم الخدمات وما قدمته الأجهزة الحكومية في هذا الصدد وتحاول أن تعالج أي خلل أو قصور، مفيداً أن موضوع «الحج بدون تصريح» من أهم الموضوعات التي تناقشها اللجنة. جسر الجمرات وفي سؤال حوال إمكانية رفع جسر الجمرات إلى ثمانية طوابق أوضح سموه أنه وبحسب ما قدمه المسؤولون بوزارة الشؤون البلدية والقروية لسموه من شروحات توضح أن أساسات المشروع تتحمل الارتفاع إلى ثمانية طوابق، ولكن ليس هناك مشروع الآن لبناء طوابق إضافية. نشر ثقافة الضيافة الإسلامية وأجاب سموه عن سؤال حول تنامي وزيادة عدد المتسللين للمشاعر المقدسة، وأين يكمُن الخلل في هذه المشكلة قائلاً: أنا اعتقد أن الخلل هو في فهمنا نحن في المملكة العربية السعودية، وأنا لا اريد أن اخصص جهة معينة وإنما المواطن في كل مواقع في هذه المملكة، المواطن السعودي أظنه حتى الآن لم يتفهم تماما أهمية هذا الحدث بالنسبة للمملكة وبالنسبة له هو شخصياً، وأنا اعتقد أن أهم حدث في المملكة يحدث سنوياً هو الحج، هذه المناسبة فريدة من نوعها في العالم ليس لها مثيل في الدنيا ولا في التاريخ، لا يتكرر هذا الموسم بهذا الحجم في مكان واحد كل عام الا في هذا المكان وهذه نعمة من رب العالمين، ونحن السعوديون يجب علينا أن نقدر هذه النعمة التي أسبغها علينا الخالق جل وعلا، لقد أعطانا فرصة لخدمة ضيوف الرحمن، ليس هناك شعب ولا مواطن ولا مسؤول كُرّم بهذا التكريم من رب العالمين سوى الإنسان السعودي سواء كان في موقع المسؤولية أو كمواطن عادي، عندما نتفهم جميعاً هذا الحجم وهذا القدر أيضاً من المسؤولية، في تلك اللحظة نستطيع أن نعالج هذه المشاكل كلها ونستطيع أن نقدم الخدمة المطلوبة منا (100 بالمئة)، أما طالما أن الثقافة عند جميع المواطنين أن الحج مناسبة نستغلها لأمر ما سواء للتكسب المادي أو لشهرة أو لسياسة أو أي شيء من هذا القبيل فلن نصل إلى ما نصبو إليه». وأضاف سموه قائلا: «ما يجب علينا هو أن ننشر ثقافة الضيافة الإسلامية، وتكون عنوان ثقافنتنا في المملكة، ففيها تمسك بالدين والأخلاق والقيم والشيم واتباع السنة النبوية، فالنبي وصفه الله بأنه على خلق عظيم، ويجب أن يكون قدوتنا كمسلمين وسعوديين، كما أن الله كرمنا بأن نكون خادمين وجوارا لبيته العتيق في هذه الأيام المباركة، فيجب أن نسخر الغالي والنفيس لتقديم الخدمة للحجاج». الحجاج السوريون وأبان سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، أن وزارة الحج كُلفت بخدمة الحجاج السوريين وتسهيل مهمة أدائهم للنسك وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتسهيل مهمتهم في الحج، مشيراً إلى أن بقاء مخيمات غير مستغلة من تلك التي خصصت للحجاج السوريين في حال عدم حضورهم سيتم توجيهها لخدمة حجاج آخرين. وفيما يتعلق بوجود وفد من المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني برئاسة الأمين العام للمنظمة نواف الصليبي في المملكة للاطلاع على خبرات الدفاع المدني في موسم الحج والإفادة من تجربته المتميزة في إدارة الحشود البشرية، أكد سموه أن تجربة إدارة الحشود في الحج تعد واحدة من أهم التجارب التي يمكن أن تقدمها المملكة للعالم. أمير مكة يصل إلى منى من جهة ثانية وصل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية مساء أمس إلى مشعر منى. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الإمارة في منى معالي مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني، ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري، ومدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء جزاء العمري، وعدد من مسؤولي الإمارة. ووصل برفقة سموه عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء. وقد استقبل سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بمقر إقامته في منى عددا من أعضاء جمعية الكشافة العاملين في المشاعر المقدسة الذين قدموا لسموه شرحاً عن أعمالهم لهذا العام، تضمنت كيفية استخدام التقنية لإرشاد ومساعدة الحجاج من خلال 65 موقعاً، إضافة إلى مشروع الإرشاد المتجول. وعرض الفريق القحطاني لسمو أمير منطقة مكة الجهود التي يبذلها أعضاء الكشافة التي قدموا خلالها خدمة الإرشاد ل15 ألف حاج حتى اليوم، مؤكدين أن هذا الرقم يتم تحديثه كل دقيقة. وثمن سمو الأمير خالد الفيصل في نهاية اللقاء جهود أعضاء الكشافة لمساعدة الحجاج وتقديم خدمات الإرشاد لهم.