يبدأ حجاج بيت الله الحرام بالصعود إلى جبل عرفات لاهجين بلسان واحد "لبيك اللهم لبيك". وفيما أفادت تقديرات غير رسمية بأن عدد الحجاج بلغ نحو 3 ملايين، رفع وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، برقية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤكد فيها اكتمال وصول الحجاج القادمين من الخارج لهذا العام وبلغ عددهم 1.752.932 حاجا. من جانبه، شدد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، على أن مشاريع وخدمات المشاعر حققت نجاح خطط "التصعيد"، مقدما شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على اهتمامهما بكل ما من شأنه خدمة الحج والحجيج، وتقديم كل ما يمكن تقديمه لتيسير كل أسباب الخدمة وتوفير كل المبالغ اللازمة للمشاريع. إلى ذلك أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، نجاح المرحلة الأولى المتمثلة بتفويج حجاج التروية إلى منى في وقت قياسي.
أكد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، نجاح خطط تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى أمس، معتبرا أن ما قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خدمات ومشروعات في المشاعر، قد حققت هذه النجاحات. وقال في مؤتمر صحفي عقده في مقر إمارة مكةالمكرمة بمنى أمس "نفخر دائما باهتمام جميع العاملين في المملكة بهذه المناسبة العظيمة التي يعتز بها كل سعودي وهي خدمة ضيوف الرحمن في هذه الأراضي المقدسة والأيام المباركة"، مقدما شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على اهتمامهما بكل ما من شأنه خدمة الحج والحجيج في هذه البلاد، وتقديم كل ما يمكن تقديمه لتيسير كل أسباب الخدمة وتوفير كل المبالغ اللازمة للمشروعات. وأكد أن الحركة المرورية لضيوف الرحمن شهدت مرونة عالية، مشيرا إلى أنه تم توفير كافة الإمكانات والاستعدادات لتصعيد الحجاج اليوم إلى عرفات، حيث سيبدأ المرحلة الثانية من الخطة المرورية، وأن الوضع الصحي للحجاج كما أكدت تقارير وزارة الصحة مطمئنة. وأوضح أمير مكةالمكرمة أن عدد الحجاج الذين اكتمل وصولهم من خارج المملكة 1.752 مليون حاج ينتمون إلى 189 جنسية من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن هذا الرقم لا يشمل حجاج الداخل، وقال "للأسف هناك كثيرون يحجون ويدخلون مكة والمشاعر بدون تصريح رسمي". واستعرض عددا من الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية لضيوف الرحمن، مشيرا إلى وجود ما مجموعه 3 آلاف سرير لخدمة الحجاج في 8 مستشفيات في مكة و7 في المشاعر وما يزيد على 150 مركزا صحيا، و12 ألف عامل نظافة، وتم توفير 600 ألف متر مكعب يوميا من المياه، وتشغيل 6 محطات جديدة لتحويل الكهرباء، وفي قطاع النقل سينقل قطار المشاعر 500 ألف حاج كما تم توفير 20 ألف حافلة، وتوفير 152 مركزا للهلال الأحمر و510 سيارات إسعاف، فيما ستخدم الحجاج منظومة أمن تتكون من 82 ألف رجل أمن من قطاعات الأمن العام. وأكد أن المشروعات التي دخلت الخدمة هذا العام في المشاعر تشتمل على المرحلة الأولى لتنفيذ 36 ألف دورة مياه في منى ومزدلفة وعرفات والبالغة 12 ألف دورة مياه، ونقل وتطوير مجزرة الجمال والأبقار، وتنفيذ طريق مزدوج من تقاطع طريق الملك خالد مع طريق المعيصم إلى موقع المجزرة الجديد بالشرائع بطول 5 كيلو مترات، وتوسعة الساحات الغربية للجمرات من جهة مكةالمكرمة، وإنشاء أنفاق ربط منطقة الشعيبين والمعيصم بالطابق الثالث للجمرات، وإنشاء أنفاق لربط منطقة العزيزية بالطابق الثاني للجمرات. وردا على سؤال حول انعكاس المشروعات التي وفرتها الدولة لصالح خدمة الحجاج، أجاب بأنه توجد مشروعات هذا العام والأعوام السابقة، وسوف تنعكس هذا العام بشكل ممتاز، ورأينا في كل عام أن الاستعدادات ترتفع ويرتفع معها مستوى الأداء في هذه الخدمات، ويرتفع مستوى الرضا من الحجاج عن هذه الخدمات، وهو أمر يحسب للإنسان السعودي قيادة وشعبا. وحول وجود مقترحات لمشكلة النقل للحجاج، بين أمير مكةالمكرمة وجود مشروع تم تقديمه إلى خادم الحرمين الشريفين وهو المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ويتضمن مسألة النقل، وصدرت موافقة مجلس الوزراء عليه في رمضان، مشيرا إلى أن مسألة النقل تعتبر واحدة من أهم مرتكزات الحج حيث ينتقل 3 ملايين حاج في خمسة أيام، وعلى هذا الأساس بنيت الأفكار لتطوير المشاعر المقدسة، ونعمل على توفير النقل والسكن المريح للحجاج، وقد تغلبنا على معظم المشاكل، نظرا لتوفير باقي الخدمات الأخرى، ثم تأتي المشكلة الأخرى، وهي مشكلة الحج بدون تصريح حتى لا يزاحم المخالفون الحاصلين على تصاريح. وردا على سؤال إمكانية منع من لا يحمل تصريحا في أداء الحج خلال الأعوام المقبلة خصوصا بعد منع 60 ألف مخالف هذا العام، أجاب بقوله "نحن مستمرون على هذه الوتيرة في كل عام ونتقدم في كل عام في هذا الاتجاه لمنع أي إنسان لا يحمل تصريحا، لكن لا أستطيع أن أحدد متى سيتم ذلك، والمهم أن نستمر في هذا التقدم، وهذا العام كان الأداء أفضل، والعام المقبل أفضل، ولا بد أن نصل". وقال "مشكلة تسرب الحجاج غير الحاملين لتصاريح الحج إلى المشاعر المقدسة ما زالت قائمة"، مشيرا إلى أن مفتعليها لا يحترمون النظام ولا الحاج الذي أتى من بلاده بتصريح وطريقه نظامية، وأنهم يريدون أن يأخذوا موقعه الذي يستحقه في مساحات المشاعر التي لا تتمدد لارتباطها بالحدود الشرعية ولها سعة معينة، مضيفا أن تكاثر الأعداد من الحجاج وخصوصا الذين يدخلون بطريقة غير نظامية تضر كثيرا بالحاج المنتظم، مشيرا إلى أن الحد من هذا الأمر يقع تحت مسؤوليتهم التي توجب أن يتم الحد من هذه الظاهرة، وتوجب أن يتم إيقاف كل من يخالف الأنظمة ويتحداها. وشدد على أن الحد من ظاهرة التسرب أمر ليس بالسهل، وأن الإنسان دائما ما يحاول أن يتحايل على الأنظمة ويفلح في كثير من الأحيان ولكن سيقع في النهاية في قبضة العدالة، مستدركا أن هناك تقدما ملموسا في هذا العام مقارنة بالعام الماضي فيما يتعلق بالحد من نسب تسرب الحجاج إلى المشاعر المقدسة بطريقة غير نظامية، وهو الأمر الذي يشير إلى أن التوقعات للعام المقبل والذي بعده ستكون أفضل من الأعوام السابقة. وأوضح الأمير خالد الفيصل في إجابة حول وجود توجه لزيادة عدد طوابق منشأة الجمرات، أن لا نية في الوقت الحالي لزيادة طوابق منشأة الجمرات أو زيادة طاقتها الاستيعابية، لافتا إلى أن ما اطلع عليه من شرح من قبل المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية، يؤكد قدرة تحمل أساسات المنشأة لبناء ثمانية طوابق في المستقبل، إلا أن التوسع في الوقت الحالي غير وارد، وحول تنامي ظاهرة المتسللين على الرغم من مرور 5 أعوام على إطلاق حملة لا حج بدون تصريح، وتحديد مواقع الخلل، قال "الخلل في فهمنا نحن في المملكة العربية السعودية، ولا أخصص جهة معينة، وإنما المواطن في كل المواقع، فالمواطن السعودي لم يتفهم حتى الآن أهمية هذا الحدث بالنسبة للمملكة وله شخصيا، فالحج أهم حدث في المملكة، وهذه المناسبة فريدة من نوعها ولا تتكرر في مكان واحد إلا في الحج، وهذه نعمة من الله، ونحن السعوديين يجب علينا أن نقدر هذه النعمة التي أنعم بها الخالق، وأعطانا الفرصة لخدمة ضيوف الرحمن، فليس هناك مواطن أو مسؤول في أي مكان في العالم كرمه الله بهذه المسؤولية وشرفه إلا المواطن السعودي". وشدد على أنه يجب علينا أن ننشر ثقافة الضيافة الإسلامية، وتكون عنوان ثقافتنا في المملكة، ففيها تمسك بالدين والأخلاق والقيم والشيم واتباع السنة النبوية، فالنبي وصفه الله بأنه على خلق عظيم، ويجب أن يكون قدوتنا كمسلمين وسعوديين، كما أن الله كرمنا بأن نكون خادمين وجوارا لبيته العتيق في هذه الأيام المباركة، فيجب أن نسخر الغالي والنفيس لتقديم الخدمة للحجاج. وأبان أمير مكةالمكرمة أن وزارة الحج كلفت بخدمة الحجاج السوريين وتسهيل مهمة أدائهم للنسك بكل ذلك القدر الذي يأمل فيه خادم الحرمين الشريفين وفقا لأمره الكريم بتسهيل مهمتهم، مشيرا إلى أن بقاء مخيمات غير مستغلة من تلك التي خصصت للحجاج السوريين في حال عدم حضورهم سيتم توجيهها لخدمة حجاج آخرين. وعن وجود وفد رفيع من المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني برئاسة الأمين العام للمنظمة السيد نواف الصليبي في المملكة للاطلاع على خبرات الدفاع المدني في موسم الحج والإفادة من تجربته المتميزة في إدارة الحشود البشرية، قال "تجربة إدارة الحشود في الحج تعتبر واحدة من أهم التجارب التي يمكن أن تقدمها المملكة للعالم".