صدر كتاب «روائع الطنطاوي: روائع من أدبه وفوائد من كتبه ويليه الفوائد الطنطاوية». وقد اختار مادته وجمعه وأعده الأستاذ إبراهيم مضواح الألمعي. وهو كتاب يجمع مقتطفات رائعة من مؤلفات الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في صورة قريبة لأسلوب الكاتب، وميادين جهاده، ورؤاه للناس والكون والحياة. يضم هذا الكتاب بين طياته العديد من أروع المختارات المفيدة من كتب الشيخ الطنطاوي ومقالاته المسلطة أضواءها على مختلف القضايا الاجتماعية من جهة ووجهات نظر طنطاوية من جهة أخرى. تجسد من خلالها ماهية هذا المبدع، فكره، وفلسفته، وآراءه. يعالج قضايا العصر برؤية طنطاوية ثاقبة مسنده على أساس متين من علوم القرآن والسنة، ولا سيما المنطق الذي يخاطب به العقول قبل القلوب، راجياً الإصلاح والتغيير الإيجابي في بني الأمة. وعلى الرغم من بساطة أسلوبه إلا أنه يحمل عميق المعاني ونفيس العبر. إضافة إلى كل ذلك يشتمل الفوائد الطنطاوية، وتلحظ في الكتاب جمال أسلوب الشيخ الدعوي الأدبي اللطيف، مثل حديثه عن نعمة البنات ومعية الله، وعمله كأستاذ، وحديثه عن الحب وعن مظاهر اجتماعية ودينية كثيرة رائعة جداً بروعة علم الشيخ الطنطاوي - رحمه الله - فلا أجمل من أن تقدم الدعوة بقالب أدبي فاخر. وقد ذكر المعد في مقدمة الكتاب قولاً جميلاً، وهو (ما هذه المختارات إلا قطرات من بحر الطنطاوي الزاخر بالمعرفة الموسوعية، فهو الفقيه، والمؤرخ، واللغوي، والأديب، والمفكر، إنه أشبه ما يكون بجامعة هو أستاذها، وكتبه مقرراتها، وقراؤه طلابها)، هي اقتباسات لا تغني أبداً عن قراءة الكتب الأصلية للطنطاوي.. إن أسلوب الشيخ يخاطب العقل (بخلاف من يعيد ويزيد ليقنعك بالقوة)، فانظر وصف الدعاء بالكلام البليغ الفصيح من دون حضور القلب والوعي كالتلفون سلكه مقطوع بلا حرارة. الكتاب مؤلف من سبعة فصول كل فصل يحتوي على أجزاء من كتب الشيخ -رحمه الله. الفصل الأول بعنوان «في واحة الإيمان»، ويتحدث فيه الشيخ بأماكن مختلفة عن جمال الإيمان والإسلام وبساطته وطبيعته. الفصل الثاني صفحات إسلامية يقوم الجامع بعرض عدة مقالات وأجزاء مختلفة من كتب الشيخ عندما يخاطب الشيخ الأمة والشبان ويتحدث عن قضايا الأمة كقضية فلسطين وطرق الدعوة في الإسلام وبعض الأخلاق العربية والحديث عن المدنية الحديثة. الفصل الثالث بعنوان «تأملات تاريخية» فتجد هنا موضوعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن هارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد. الفصل الرابع «مواقف وذكريات»، يعرض المؤلف هنا مقتطفات من حياة الشيخ مما كتبه هو عن نفسه، فتارة تجد نفسك تضحك، وتارة تحزن، تجده الشاب المندفع إلى الحياة والأب الحاني على أولاده والمعلم المحبوب من تلاميذه، ويسافر بك إلى دمشق ثم يأخذك إلى بغداد ثم إلى لبنان، تجده شخصاً اجتماعياً وأحياناً شخصاً منعزلاً عن الناس يعيش في عالمه الخاص. الفصل الخامس بعنوان «في اللغة والأدب»، فتجد المعد يبرز لك قدرات الشيخ في اللغة والأدب وتأملاته عندما كان شاباً وتجاربه في التعليم والقضاء. الفصل السادس بعنوان: تجارب ونظرات وهو من أجمل الفصول في الكتاب، حيث يتحدث الشيخ فيه عن رمضان ويتحدث عن الحياة ومعناها عن الشباب ويتحدث عن المستقبل. الفصل السابع بعنوان «خواطر وتأملات» فيخاطب الأغنياء ويتحدث عن بر الوالدين وعن المعلم وعن صناعة المشيخة وكيف يجب أن يكون الشيخ، وعن الحب والعاطفة وعلاقة الرجل بالمرأة والزواج، ثم يختم بحقيقة الجمال والحب العذري. الكتاب ممتع يضحكك تارة ويبكيك تارة أخرى، تبحر فيه بعوالم مختلفة من خلاله تستطيع التعرف على هذا الشيخ البسيط بين تلامذته وفي القضاء وبين كتبه وفي برامج الإذاعة والتلفزيون (الرائي كما يحب الشيخ أن يعربه) وينقل لك تجربة إنسان عاش فوق الثمانين عاماً بين الكتب. وبعد أن تنتهي من كل هذا يبدأ الجزء الثاني وهو الفوائد الطنطاوية، والذي لا يقل أهمية عن الجزء الأول حيث القضايا الكثيرة التي تعرض لها الشيخ علي الطنطاوي في اللغة.