حَلّ الكنيست الإسرائيلي نفسه بعد أن طلب رئيس الحكومة بنيامين نتينياهو رئيس حزب الليكود حلّ الكنيست وتقديم موعد الانتخابات البرلمانيَّة، محاولاً الاستفادة من غياب منافسين حقيقيين له على منصب رئيس الوزراء المحتملين بمنافسته من أحزاب اليسار والوسط في الكيان الإسرائيلي، ويعتقد نتنياهو أن ضعف أحزاب اليسار والوسط سيمكن اليمين من تعزيز معسكره، إذ تشير توقعات المحيطين بنتنياهو إلى أن حزبه «الليكود» سيحصل على 29 مقعدًا، كما أن الاستطلاعات التي أجريت في هذه الأيام توقعت أن تحقق كتلة الائتلاف الحكومي بقيادة حزب نتينياهو -الليكود- التي تتشكَّل من أحزاب دينيَّة أو قوميَّة متطرفة ستحقق 65 مقعدًا في الكنيست القادمة، مقابل 66 مقعدًا التي كانت تسيطر عليها كتلة الليكود. نتنياهو الذي وجد صعوبة في تمرير ميزانيَّة الكيان الصهيوني الجديدة التي احتوت على إجراءات تقشف صارمة، رأى أن من الأفضل له انتخابيًّا أن يستغل هذا التّعثر لحلِّ الكنيست قبل تسعة أشهر من موعده، فبعد حلِّ الكنيست ستجرى الانتخابات في 26 يناير في العام القادم، وهذا الموعد يخدم خطط نتنياهو تفريغ الساحة السياسيَّة من منافسين حقيقيين يمكن أن يشكِّلوا خطرًا على حظوظه بالعودة إلى رئاسة الحزب، وتتحدَّث الأوساط الإعلاميَّة والسياسيَّة أن نتنياهو يخشى عودة رئيس الوزراء الأسبق أولمرت الذي بدأ في تنظيف سجّله العدلي بعد أن برأته المحكمة من تُهم تتعلّق بالفساد، وبما أن أولمرت ينتظر أن تبرئه المحكمة في قضيتين أخريين وهو ما يحتاج إلى وقت إضافي فإنّ تعجيل إجراء الانتخابات قد يفوِّت الفرصة عليه ويعزِّز من حظوظ نتنياهو. وقد أظهرت الاستطلاعات التي نُشِرت في الكيان الإسرائيلي والتي بلغت خمسة استطلاعات للرأي أجريت بمبادرات من وسائل الإعلام الكبرى في الكيان وخصوصًا صحف معاريف وهآرتس وجيروزاليم بوست ويسرائيل هيوم وقناة الكنيست، وقد قدَّم الباحث في الشؤون البرلمانيَّة الإسرائيليَّة سامي العلي عرضًا لنتائج تلك الاستطلاعات معتمدًا على معدل النتائج كأداة للتوضيح، وهو -كما يقول- ليس تحليلاً علميًّا إلا أنه يوفر صورة شبه واقعيَّة حول قدرة كلّ حزبٍ وقُوَّتِه في المعركة الانتخابيَّة القادمة. ويظهر من احتساب معدل النتائج، حصول حزب الليكود بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 29 مقعدًا، العمل 19، «يش عتيد» الجديد بقيادة يئير لبيد 13.4، يسرائيل بتينو بقيادة ليبرمان 13.8، شاس 10.2، كاديما 5.6، يهدوت هتوراه 5.4، ميرتس 3.8، الاتحاد القومي والبيت اليهودي معًا 7.6 (كونها شُملت معًا في بعض الاستطلاعات لذا لا يمكننا فصل النتائج في احتساب المعدل)، وسيحصل حزب عتسمئوت برئاسة وزير الأمن ايهود براك على 0.5 مقعد فقط. أما بالنسبة للأحزاب العربيَّة فيشير معدل نتائج الاستطلاعات إلى حصول الجبهة على 3.8 مقعد، التجمع الوطني 3.2، والقائمة الموحدة والعربيَّة للتغيير على 3.4 مقعد. وبعد ظهور نتائج الاستطلاعات حول حظوظ الأحزاب العربيَّة، أخذت دعوات المواطنين الفلسطينيين العرب الذين يحقُّ لهم الاشتراك في الانتخابات لقادة الأحزاب العربيَّة للتوحد ودخول الانتخابات في قائمة واحدة حتَّى لا تتشتت أصوات الناخبين العرب وتجاوز المقاعد العشرة التي اعتادوا نيلها. [email protected]