في خضم الأزمة السورية الطاحنة وفي وقت تتزايد فيه المعارك في محافظة إدلب استمر التوتر بين أنقرةودمشق، خصوصاً بعد أن أجبر سلاح الجو التركي مساء أمس الأربعاء طائرة مدنية سورية على الهبوط في أنقرة للاشتباه في أنها تنقل أسلحة بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية. وقالت الوكالة إن أربع طائرات اف-4 تابعة لسلاح الجو التركي واكبت الطائرة السورية التي تقل 35راكباً وأجبرتها على الهبوط في مطار اسينبوغا بأنقرة وقامت الجهات الأمنية بالمطار مباشرة بتفتيش دقيق للطائرة ومصادرة الحمولة. وكانت الطائرة وهي من نوع ايرباص-320 تؤمن رحلة من موسكو إلى دمشق حين اعترضتها السلطات التركية. وفي حين أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا تلقت معلومات مخابرات بأن الطائرة كانت تحمل (شحنة غير مدنية). قال التلفزيون السوري الحكومي في خبر عاجل إن سلطات الطيران التركية تجبر طائرة مدنية سورية من طراز ايرباص-320 قادمة من موسكو إلى دمشق على الهبوط في أنقرة وتقوم بتفتيشها.. والطيران السورية تؤكد أن جميع الركاب بخير. وجاءت هذه التطورات الجديدة خصوصاً على مسار العلاقات المتوترة بين دمشقوأنقرة تزامناً مع تحذير قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزل لسوريا بتنفيذ (رد قوي إذا استمرت في إطلاق النار على الأراضي التركية). وتواصلت في هذه الأثناء المعارك مساء أمس في عدد من قرى محافظة إدلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة تحاول إعاقة وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة معرة النعمان التي استولى عليها المعارضون خلال الساعات الماضية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك في وقت أرسل فيه الجيش السوري تعزيزات إلى مدينة معرة النعمان في حين قال المرصد في بيان مسائي (لم يتمكن الرتل العسكري المتجه إلى مدينة معرة النعمان من معسكر المسطومة من التقدم بسبب مهاجمته من مقاتلي الكتائب الثائرة ولا يزال الرتل الثاني يشتبك مع مقاتلي الكتائب الثائرة قرب خان شيخون). وتعتبر المدينة إستراتيجية لوقوعها على الطريق العام بين مدينتي دمشق وحلب (شمال)، حيث تدور معارك دامية منذ العشرين من يوليو. وتزامناً مع استمرار أعمال العنف ومع رفض النظام السوري لوقف إطلاق النار من جانب واحد وصل الوسيط الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مساء أمس إلى مدينة جدة محطته الأولى في جولته الثانية على المنطقة، كما أعلنت الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي في بيان: إن مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا سيجري في المملكة لقاءات موسعة تتناول الأزمة في سوريا. وفي خضم هذه التطورات الميدانية يسعى المجلس الوطني السوري إلى إعادة هيكلة نفسه انطلاقاً من قطر الأسبوع المقبل للسعي إلى قوة دافعة جديدة بعد أشهر من الانتقادات بأن به انقسامات شديدة ويسيطر عليه الإسلاميون، كما ينوي المجلس بعد ذلك الانتقال قريباً جداً إلى سوريا للاستقرار في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة، بحسب ما أعلن الأربعاء لفرانس برس أحد مسئوليه السياسيين. وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا أمس الذي كان يتحدث في باريس للصحفيين، بعدما وجه إليه أعضاء بالبرلمان الفرنسي أسئلة (نريد أن نشكل هذه الحكومة بأسرع ما يمكن لكن السرعة لا تعني التسرع، هناك حاجة ملحة لكن إذا لم نتشاور بشكل صحيح مع القوى المعارضة الرئيسية على الأرض فستكون لدينا ساعتها حكومة ضعيفة لا نريدها). وقال سيدا إن المجلس الوطني السوري يريد أن ينقل عملياته إلى ما يعرف (بالمناطق المحررة) في الشمال لكن ذلك سيكون صعباً جداً إلى أن تصبح هذه المناطق بمأمن من القصف. بدوره أكد جمال الورد المكلف العلاقات مع الجيش السوري الحر قائلاً: (قريباً جداً سننتقل إلى سوريا في عمق الأراضي السورية أنها مسألة أيام). وتشمل المعارضة السورية المتفاوتة في انتماءاتها أغلبية عربية وأقلية كردية وأغلبية من السنة وأفرادا من الأقليات وإسلاميين وعلمانيين وساسة في المنفى.