كشف وزير الزراعة عن وثيقة لسياسة الزراعة العضوية ستعرض على لجنة متخصصة من خبراء محليون لبلورتها ومناقشتها ووضعها في صيغتها النهائية واعتمادها من قبل وزارة الزراعة تمهيدا لرفعها للجهات العليا لإقرارها. وقال الدكتور فهد بالغنيم إن الإقبال الكبير على المنتجات العضوية يُلقي على كاهل الوزارة مسؤولية كبيرة تجاه تنمية وتطوير هذا النشاط وأضاف: الوزارة لاحظت زيادة الوعي الصحي لدى شريحة كبيرة من المجتمع السعودي وزيادة الاهتمام بمكونات الغذاء والإقبال على شراء المنتجات الغذائية العضوية المستوردة كما لاحظت قيام بعض المزارعين بجهود شخصية بتبني فكرة الإنتاج العضوي بالاعتماد على خبرات خارجية ممثلة في شركات الفحص والتوثيق والخبراء المتخصصين في هذا المجال وذلك لمواجهة الطلب على المنتجات العضوية والخروج من حدة المنافسة في الأسواق المحلية. مؤكدا أنّ الثقة بين المنتج والمستهلك اقتضت تدخّل الدولة ممثلة في وزارة الزراعة لتنظيم نشاط الزراعة العضوية بالمملكة وتنميته وتطويره بما يتوافق مع التوجه العالمي في هذا المجال جاء ذلك خلال ورشة العمل الختامية «لسياسة الزراعة العضوية» أمس بالرياض وقال الوزير إن الدولة لم تألُ جهداً في دعم القطاع الزراعي وتحرص على الزراعة المستدامة التي تهدف إلى الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية في المملكة. وأضاف: الإعداد الجيد لسياسة الزراعة العضوية في غاية الأهمية لكي يسير هذا النشاط على قاعدة صلبة تضمن استمراريته واستدامته. لذا حرصت الوزارة على التعاقد مع دار خبرة متخصصة منذ منتصف 2005م وذلك لإدخال النشاط للمملكة على أسس علمية سليمة. من جهته قال المشرف العام على مشروع تطوير الزراعة العضوية الدكتور سعد الخليل إنه خلال الورشة السابقة تم التوصل إلى تحديد أهداف سياسة الزراعة العضوية في المملكة والمتمثلة في زيادة الإنتاج العضوي بشقيه النباتي والحيواني، وتوفير غذاء صحي للمستهلك، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وحماية البيئة، وترشيد استهلاك مياه الري في الزراعة. كما تم التوصل في ورشة العمل الثانية إلى التدابير التي يمكن من خلالها تحقيق أهداف سياسة الزراعة العضوية من خلال دعم تقنية الإنتاج والتصنيع والتسويق العضوي، دعم مدخلات الإنتاج العضوي، دعم تسويق الإنتاج العضوي بما في ذلك خدمات ما بعد الحصاد، دعم أبحاث الزراعة العضوية والإرشاد الزراعي العضوي. وأضاف الخليل: نشاط الزاعة العضوية في المملكة على الرغم من أنه ناشئ وجديد إلا إنه ينمو بسرعة والركيزة الأساسية الأولى فيه صغار المزارعين الذين يبحثون عن فرص للخروج من حدة المنافسة في الأسواق المحلية، أما الركيزة الثانية فهو المستهلك الذي يرغب في الحصول على منتجات عضوية لا تستخدم المواد الكيميائية في إنتاجها وتصنيعها وتعبئتها، وحتى يتم تحقيق زراعة عضوية مستدامة في المملكة فإننا لا نزال في بداية الطريق ولكن سنصل من خلال فريق عمل متكامل يمثل القطاعين العام والخاص وبدعم الدولة.