تتداخل (صُور المواقف) في مخيّلة البعض - فتتمازج ألوانها - وينعكس ذلك على آرائهم الانطباعية المتناقضة.. وهو ما يحسب عليهم وليس لهم في الدقّة والعمق والأناة، ومؤلم أن تقول لأحدهم في كل مرّة - ليتك لم تفعل - ما دعاني للإشارة من بعيد لهذا الأمر تبدّل مواقف البعض وهو أمر -هُم- في غنى عنه لأنه يجعل لسان حالهم في بعض المواقف صورة متكررة للمقولة التقليدية (الحقيقة أغرب من الخيال) (Truth is stranger than fiction) ولاختزل المعنى أشير لموقف أحد زملاء الدراسة في المرحلة الثانوية ثم الجامعية، حيث كان يقول الصديق على حق دائماً - وهو رأي - مع تقديري لنقائه إلا أنه رأي (مطلق على عواهنه) ولا يخضع لتوثيق المواقف وبالتالي أرى أنه غير دقيق البتّة، لأن الصديق لابد أن يكون له من الرصيد المشرّف من المواقف ما يجعله المتفرّد في خصوصية تقديرك له، ولست أبداً مع الشاعر أبو العتاهية في قوله: إِذَا ضَاقَ صَدْرُ المَرْء لم يَصْفُ عَيْشُهُ وما يَسْتَطِيبُ العَيشَ إِلا المُسَامِحُ لأننا لا نعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة - الحالمة - مهما أوتينا من رهافة الحس والرومانسية، بل من الظلم أن نُعادل بين (الكفو واللي ما هو كفو) في المواقف لأن ذلك جزء من تاريخ الصداقة كجزء من التاريخ الشخصي لطرفيها، ولكل من الأصدقاء - مكانته - التي لها ما لها وعليها ما عليها. يقول الشاعر حنيف بن سعيدان: لا صرت في مدح الاجاويد مشتان لا تمدح إلاَّ كاسبين النفيله وكما يقول المثل الشعبي (كل شيء ما هو لله يضيع) وتوكيد هذا في الشعر الشعبي فيما يخص - الصداقة - قول الشاعر عبدالله الويحان: العشرة اللي ما توثّق على ساس تطيح لو صارت حصونٍ طويلة بل إن الصديق والعزيز من الناس على النفس هو من تتأمل منه بعد الله ما لا تتأمله في المواقف الإيجابية من غيره من سائر الناس، يقول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري: لا خاب ظني بالرفيق الموالي مالي مشاريهٍ على نايد الناس وقفة للشاعر عناد المطيري: ناسٍ إلى منك تواصلت معها تلقى الكلام اللي يغثّك ويزعجك في جدّها في مزحها ما منعها طبع الرجال اللي يوافق لمنهجك إن طعتني هاكْ الحِكَمْ واتِّبعها اقطع خيوط المعرفة قبل تحرجك والكلمة اللِّي ما انت عارف سنعها لا تعترضها وانت داري بمخرجك [email protected]