وسط متغيرات الحياة وما يكتنف الإنسان في هذا العصر الذي تتزاحم فيه الهموم والمشاكل على الباب للدخول إن لم يكن قد سبقها التفكير والهاجس المقلق تأتي لحظات التفكير الأولى للبحث عن الصديق والرفيق المخلص وعندما نتحدث عن الصديق أو بمعنى آخر الرفيق الموالي فإن هذا الجانب من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد يعد قمة التلاحم البشري في أجمل صوره إن لم يكن تطبيقاً حياً لأواصر الاحترام والتقدير وتبادل الود حتى يصل الى درجة الأمانة وأن شلتها ياحسين ترى مابها شين ترى الخوي ياحسين مثل الأمانة ولم يقف وصف الصداقة الحقيقة عند حد المسئولية بل الى درجة تقاسم الهموم وكأن الصديق توأم الروح وشريكها في الهم صديقي يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني والعلاقة الاجتماعية عندما تصل إلى درجة "الرفيق الموالي" على الحلوة والمرة وفي السعة والضيق فإن ذاك يعد مكسباً عظيماً للمشترك في هذه العلاقة الجميلة يقول الشاعر محمد بن أحمد السديري: مشيه على الطاولات بالعز قدام دايم على ساقه رفيقه يحامي ويترتب على هذه العلاقة أن تكون مبنية على مبدأ التحمل لأخطاء الآخر وأخذها على المحمل الطيب. أراغم على لاماه وارفا لزلته ولا أطيع به واشي ولا أقول عذالي وهذه صورة جميلة يجسد فيها الشاعر سعود الهامل روح الصديق عندما تتدفق بالعطاء في جميع أنواعه: اللي يبادر بالعطاء الجميلي لو مالنا عنده مشاريه وحقوق كما أن أخذ المتغيرات الطارئة في سلوك الصديق على حسن الظن مطلب مهم والنظر في الموقف ذاته لا يعطى الميزان الحقيقي للصداقة بل الصداقة تاريخ متكامل وزمن يمر يتم خلاله بناء الصورة الحقيقية للصديق من خلال التجارب. ولا نيب أدور عثرته عقب عشرته أرى حقه الوافي بعقلي ومكيالي ودائماً يلحق العتب بالصديق ولكن من النوع الذي يتخلله كتمان العقاب اللطيف وإن وصلت إلى قمتها فلن تتعدى حد الشرهة: لا خاب ظني بالرفيق الموالي مالي مشاريه على نايد الناس وتتوالى الصور الشعرية الرائعة في رصد مجموعة من الوصايا التي تحث على الاهتمام بالرفيق والقيام بواجبه حق الرفيق وواجبه لا تخليه يلزمك مثل الوالدين الحشامي وللصديق في الوقفات دور كبير يتبين من خلاله مدى صلابته وإقدامه والوقوف مع الحق في وجه الباطل ان كبرت القالات ما رف خافقه والذل ما يلقى عليه سبيل وأيضاً لابد أن يكون على حال هذا البيت الرائع للشاعر محمد السديري فتى بلاعزم حياته مذله والعزم لقلوب الرجال طبيب ويقول الشاعر غازي بن عون عن مدى استمرارية الصداقة التي ليس لها أساس متين الرفقة اللي ما لها ساس ووصول أتلا تلاياها تزول بسهولة وفي هذا العصر الذي تتكالب فيه الهموم والمشاكل على الإنسان يجد أن الصديق هو المتنفس لهمومه وهو من يستمع ويخفف ويساهم في شيل الحمل ووضع الحلول المناسبة كونه ينظر من خارج الدائرة ولكنه يشعر بالمعاناة