كنت كغيري ممن يراقب المجريات على الساحتين الإقليمية والدولية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، في ظل التطوّرات التي نشأت في الآونة الأخيرة في عدد من دول العالم، ومنها ما يسمّى بالربيع العربي، وقبلها قضية العرب الأولى فلسطين محور النزاع العربي الإسرائيلي، في ظل تعنُّت الأخير، وتعطيل كافة المفاوضات الرامية إلى إيجاد الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية وويلات الحروب والاضطهاد التي يتعرّض لها الكثيرون من المسلمين في دول عدّة من العالم، ومنها ما يتعرّض له الشعب السوري من قتل وتهجير واضطهاد في ظل النظام الأسدي المجرم والظالم، وتدخُّل بعض الدول الخارجية في الشئون الداخلية لليمن، والتجاوزات الإيرانية من خلال مفاعلها النووي الذي تمتلكه، والذي أصبح مصدر تهديد لمنطقة الخليج العربي مع احتلالها للجزر الثلاث الإماراتية، وتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية والإسلامية، من خلال سياساتها المتخبّطة وإعلامها الكاذب والمزيف للحقائق، وهما ما عهدناهما من إيران.. أيضاً الإرهاب هذا الفكر الضال الذي عانت منه الكثير من الدول.. ومن هنا جاءت كلمة المملكة العربية السعودية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - نائب وزير الخارجية الذي رأس وفد المملكة لهذا المؤتمر، لتؤكد مجدداً لدول العالم أجمع بأنها - وأعني بها بلادنا المملكة العربية السعودية - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيّده الله - هي مملكة الإنسانية وبلد السلام، وستبقى بإذن الله كذلك البلاد الراعية والداعمة لكل الجهود المخلصة والرامية إلى نصرة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، في شتى مناحي الحياة، في ظل ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من سياسيه حكيمة ومتزنة، وهذا هو ديدن قادة هذه البلاد الأمناء، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، في ظل ما يتمتع به من حكمة وحنكة سياسية ورؤى ثاقبة، ومن ذلك يتضح ذلك جلياً من خلال المواقف المشرفة والبرامج المتعددة التي تصب في مصلحة الإنسانية، ومن ذلك البرنامج المبارك الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - حيال تعزيز ثقافة الحوار والسلام والذي شمل عدداً من دول العالم مثل أمريكا وأوروبا واليابان وغيرها، إلى جانبرنامج حوار الأديان ومؤتمر التضامن الإسلامي بمكة المكرمة والذي انبثق منه تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره مدينة الرياض.. أيضاً منظمة الأوبك والتي كانت المملكة من مؤسسي هذه المنظمة لتعزيز الاقتصاد العالمي.. كما أدانت المملكة العربية السعودية الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم والتعدِّي على البعثات الدبلوماسية في دول العالم.. فهذه المبادرات المباركة التي أرادها وابتغاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - قد حظيت بترحاب وتقدير بالغين من قادة وشعوب دول العالم، إلى جانب ما حملته كلمة المملكة في جمعية الأممالمتحدة من رؤى ومضامين تصب جميعها في مصلحة دول العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. فستبقى المملكة العربية السعودية كبيرة بقادتها العظام ورجالها الأبطال من خلال سياستهم المتزنة والحكيمة، ونسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأن يسبغ عليه لباس الصحة والعافية لمواصلة المسيرة المباركة، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء فهو مولانا ونعم النصير. [email protected]