قبل ما يقرب من عام وفي جمعة مباركة من شهر رمضان المبارك كان المسلمون على موعد مع إنجاز عظيم من إنجازات قائد الأمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عند ما تفضل -أمد الله في عمره وأسبغ على مقامه الكريم لباس الصحة والعافية- بيديه الكريمتين بوضع حجر الأساس لواحد من أهم إنجازاته المباركة التي أمر ووجه بها -وفقه الله- ذلكم المشروع العظيم المتمثل بالتوسعة الكبيرة للحرم المكي والتي تعد أكبر توسعة يشهدها المسجد الحرام في التاريخ والتي تأتي في إطار الرعاية الكريمة التي يحظى بها ضيوف الرحمن منه -أيده الله- ليتسنى لهم من تأدية مناسكهم وشعائرهم المقدسة بكل يسر وطمأنينة سواء في الحج أو العمرة أو الزيارة والتي لاقت تقديراً من دول العالم الإسلامي.. فذاك المشروع العملاق يعد مكرمة من مكارم ملك الإنسانية وقائد الأمة لضيوف الرحمن في شهر رمضان المبارك ليضاف إلى مكارم عدة من مشاريع عملاقه أمر ووجه بها -يحفظه الله- في إطار اهتماماته بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.. واليوم ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- وفور وصوله بحفظ الله ورعايته إلى مدينة الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه طيبة الطيبة قادماً من خارج المملكة يضع بيديه الكريمتين الطاهرتين حجر الأساس لأكبر مشروع توسعة يشهدها المسجد النبوي الشريف في التاريخ وتفقد أحوال إخوانه وأبنائه المواطنين وتلمس احتياجاتهم في المدينةالمنورة.. فهذه التوسعة العظيمة التي سوف تستوعب للمليون وثمانمائة ألف مصل في وقت واحد مع كامل المرافق والخدمات المصاحبة تأتي في إطار اهتماماته -أيده الله- بالحرمين الشريفين وما شهده من توسعة عظيمة ومرافق خدمية جليلة بما يكفل -بإذن الله تعالى- توفير سبل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار والتي أصبحت محط أنظار مليار مسلم في كافة بقاع الأرض.. فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- هو من نذر نفسه لخدمة بيت الله العتيق والحرمين الشريفين في المدينتين المقدستين من خلال المليارات من الريالات التي تم تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن.. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو القائد العظيم والملك العادل الأمين ذو القلب الرحيم قد سخر جل وقته وراحته وفكره وجهده من أجل سعادة المواطن السعودي ورفاهيته وهو ما تحقق له في العهد الزاهرالذي تعيشه كافة مناطق بلادنا في ظل هذا القائد العظيم تحت مظلة الأمن الوارفة وبحبوحة العيش الكريم اللتين ينعم بهما المواطن أينما كان موقعه على خارطة بلادنا المترامية الأطراف والمتباعدة في المسافات والارتقاء بهذا الوطن العزيز حتى أصبح شامخاً في طليعة دول العالم المتقدم.. ولا ننسى الدور البارز الذي قام ويقوم به -أيده الله- تجاه قضايا وهموم الأشقاء من العرب والمسلمين وهو في هذا الصدد قدم الشيء الكثير والكبير دون كلل أو ملل ويحرص دائماً على إغاثة الملهوف أينما كان موقعه.. وكان للمملكة العربية السعودية العديد من المواقف المشرفة التي ناصرت من خلالها العديد من القضايا العربية والإسلامية من خلال المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية وهذا بلا شك نابع من إيمانها القوي بالله أولاً ثم لما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من حكمة وحنكة سياسية ورؤى ثاقبة.. فالمكارم العظيمة والأعمال الإنسانية الجليلة والجهود المباركة والمساعي الحميدة تتوالى تباعاً لهذا الملك الأمين ذي القلب الرحيم التي تجاوزت حدود الوطن.. فهذا هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما عهده الجميع دائماً قائداً محنكاً وملكاً عادلاً.. ونحن إذ نشهد اليوم مثل هذه الأعمال المباركة المتمثلة بالتوسعة العظيمة للمسجد النبوي وقبلها التوسعة العظيمة التي شهدها الحرم المكي وما صاحبهما من خدمات ومرافق أخرى لنسأل الباري عز وجل أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمواصلة مسيرة البناء والتطوير المباركة وأن يكتب كل ما قام ويقوم به وفقه الله من جهود مباركة وإنجازات عظيمة حيال خدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن وعزة الإسلام والمسلمين في موازين حسناته وأن يحفظ عضده الأيمن وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأن يديم على بلادنا وأهلها نعمة الأمن والرخاء إنه ولي ذلك والقادر عليه. [email protected]