سنوات عديدة ونحن نشتكي قلة بل ندرة زوار المعارض الخاصة بالفنون البصرية، حيث يحضر الغالبية حفل الافتتاح، خصوصا إذا صاحب الحفل حملة إعلامية أو حدث جانبي أو كان الافتتاح على شرف شخصية هامة. وقد بدأت ظاهرة العزوف عن زيارة المعارض تخف في بعض المدن ومع بعض القاعات التي تعمل على الجذب الإعلامي والجماهيري، أيضا مع بعض الأسماء النشطة والتي لها حضور في الساحة الاقليمية، وربما نخص معارض القطاع الخاص الذي يحرص بطبيعة الحال على جذب المستثمرين والمقتنين والإعلاميين كجزء من منظومة العمل في هذا المجال الاستثماري. أما القطاع العام، وحيث لا يعنيه بطبيعة الحال بيع الأعمال الفنية، إنما يقوم بهذه الأنشطة والمسابقات والمعارض كواجب وطني ثقافي بهدف تشجيع ممارسة الفنون وعرضها ونشر الذائقة الفنية، ومع ما يُصرف على تلك المعارض من مبالغ للتجهيز والإعداد والعرض إضافة إلى قيمة الجوائز والمطبوعات المصاحبة، والتي قد لا تدخل في موازنة أو إعداد ميزانية معرض لدى أي قاعة خاصة أو قطاع استثماري دون حساب استرداد أضعافه من مبيعات الأعمال، ألا أن القطاع الحكومي للأسف يفشل حين يصل إلى مرحلة التسويق، والتسويق ليست مرحلة خاصة بالقطاع الاستثماري الربحي، فالتسويق المقصود هنا هو تسويق العمل الفني كجانب ثقافي نحقق من خلال تسويقه الأهداف التي تُنشأ من أجلها وكالة خاصة بالقطاع الثقافي في وزارة الثقافة والإعلام، ولا نلغي هنا دور في التخطيط والتنفيذ بل والتوثيق ورصد الجوائز، ولكن لا يجب أن نغفل أهمية النجاح في تسويق تلك المعارض والفكر الثقافي التي أقيمت من أجله. كل ما سبق هو ردة فعلي تجاه ملاحظة إحدى زائرات معرض الفن المعاصر الذي أقامته وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام في الأسبوع الماضي، والذي أشير في الدعوة لحضوره إلى أنه سيستمر لمدة 10 أيام، إلا أن العارضين قرروا (بسبب قلة الزوار ربما) إنهاء المعرض قبل 4 أيام من موعد إقفاله الرسمي، متجاهلين هؤلاء القلة من الزوار الذين قرروا أن يزوروا المعرض في آخر أيامه. ختاما؛ كل زائر لمعرض فنون بصرية يستحق الاحترام، ويجب علينا تشجيع هذه القلة بدلا من تجاهلهم بسبب تجاهل الأغلبية للفنون. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D