يعجبني الرد الآلي لشبكات (المحمول) في إحدى الدول الشقيقة؛ لأنه لا يعطيك (لا حقاً ولا باطلاً) في الإجابة المسجلة إلكترونياً؟! وبصورة تعكس طبيعة وحقيقة تعامل بعض الأفراد هناك وحواراتهم غير الحاسمة؟! فعندما تتصل (بالمحمول) يجيبك الرد الآلي بصوت ناعم: الهاتف المطلوب ربما يكون مغلقاً، وربما يكون خارج الشبكه، وربما.. وربما.. وتبدأ في سرد كل الاحتمالات والقواعد التي ليس بالضرورة أن يكون من بينها: «إن صاحب المحمول مش عاوز يرد عليك!!». طبعاً العديد من (الشبكات الخليجية) تستخدم مثل هذه الاحتمالات في (الرد الآلي) بأسلوب أيضاً يعكس ثقافة كل مجتمع على حدة؛ فقد تسمع عبارة (إن الهاتف المتحرك المطلوب خارج التغطية ولا يمكن الاتصال به الآن) بمعنى (ترياه يا خوي.. الريال متحرك)، فإما أن يعود للتغطية أو أن تصل التغطية إليه!! وتبقى شبكتنا صامدة بصوتها الرجالي الجهوري الحاسم دون أدنى توضيح عن السبب (إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن) بعدين يقلب (إنجليزي) ثم (يسكر الخط في وجهك) انتهى؟! طبعاً هناك شبكات عربية حنونة جداً على المتصل، ورقيقة في التعامل معه، حتى أنك تخجل من إغلاق الخط حتى تنتهي الرسالة المسجلة على طريقة (مرحباً بكم في اتصالات.. إلخ) مما يشعرك بأن اتصالك محل ترحيب، وتشعر بالتميز؛ لأنك فقط استخدمت شبكتهم! هذا كله يعكس (ثقافة المجتمع) بأسلوب التقنية، فإما أن تكون البوابات الإلكترونية والخدمات الآلية للمؤسسات الخدمية في المجتمع (حديثة وسريعة وواضحة وفعّالة وجاذبة)، أو أن تكون على نظام (الهيلق)!! ولمن لا يعرف النظام (أعلاه) فليعد لمعنى (سنة الهيلق) العام 1867م، حيث كل شيء قديم في أكثر بلدان الخليج تطوراً في ذلك العصر؟! إن سرعة ووضوح الاستخدام (للبوابات الإلكترونية) بالوزارات والمؤسسات، واختصار الإجراءات، يدلان على حقيقة فَهْم وجودها، والهدف من خلق وسيلة تواصل بهذا المعنى، أما كثرة التعقيدات وملء البيانات والدخول من صفحة لصفحة ومن رابط لرابط فهذا يدل على ضَعْف إمكانية مثل هذه المنشأة، وعدم فهمها لطبيعة العمل الإلكتروني أو إسناد إدارة مثل هذه المواقع (لمؤسسات متواضعة) ومتدنية المستوى وبمبالغ زهيدة!! وأعتقد أن هذا لا يعقد المستفيد من الإجراءات الإلكترونية فحسب، بل هو السبب الرئيس في اختراق (أمن معلومات معظم المواقع لدينا)، الذي جعلنا من أكثر الدول اختراقاً!! فمتى تُسند مواقع مؤسساتنا الحكومية والخدمية الإلكترونية (لمشغلين محترفين)، يحمونها ويسهلون إجراءتها وردودها الآلية بعيداً عن ثقافة: ربما.. وربما؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]