سيطرت قوات الجيش الحر أمس الثلاثاء على مقر أمني يقع شرق البلاد إثر اشتباكات عنيفة ليل الاثنين الثلاثاء مع القوات النظامية أسفرت عن قتلى، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان. ويسطير الجيش الحر على 65 % من مدينة حلب, وفقدت القوات النظامية سيطرتها على المدينة. وأفاد بيان المرصد أن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سيطروا على مقر قسم الأمن العسكري بشارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر الأولى من أمس». وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الأقل من المعارضة وما لا يقل عن ثمانية من عناصر القوات النظامية. وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن «قصف مدفعي كثيف وعنيف على أحياء المدينة بمعدل قذيفة كل دقيقتين وتصاعد أعمدة الدخان من الأحياء السكنية في عدة مناطق» فيها. وسقط «مقاتلان من الكتائب الثائرة المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية» في ريف دير الزور، حسب المرصد الذي لم يذكر أي تفاصيل عن طبيعة الاشتباكات ومكانها. واستدعت سوريا أعداداً متزايدة من الجنود السابقين من الاحتياطي للخدمة في الجيش في مؤشر على حشد الجهود لإخماد الثورة التي اندلعت قبل 17 شهراً ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال بعض جنود الاحتياط الفارين وضابط في الجيش إن آلاف الجنود استدعوا خلال الشهرين المنصرمين لتعزيز الجيش السوري الذي يصل قوامه إلى 300 ألف جندي وإن كثيراً منهم لا يلبون نداء الخدمة العسكرية. وقال مساعد قانوني استدعي للخدمة في دمشق «لدينا خياران: البقاء وقتل سوريين أو الانشقاق والفرار من المحاكم العسكرية.» وطلب المساعد عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية. وقال ضابط في الجيش في حمص إنه يعتقد أن نصف من تم استدعاؤهم في الشهور القليلة الماضية لبوا نداء الخدمة العسكرية لكن لم يتسن التحقق من هذا الرقم أو التأكد من أن وحدات أخرى بالجيش شهدت مستويات مماثلة من جنود الاحتياط الذين لم يمتثلوا لأمر الاستدعاء. من جهة أخرى, قال أحد قيادي مقاتلي المعارضة السورية أمس الثلاثاء إن نظام الأسد أصدر تعليمات لقواته بقتل الصحفيين الأجانب. وقال عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر في مؤتمر صحفي في تركيا أن قواته احتجزت جندياً كان ضمن المسؤولين عن قتل صحفية أجنبية في حلب الشهر الماضي. وأصيبت الصحفية اليابانية ميكا ياماموتو بإصابة قاتلة أثناء قتالبين قوات الحكومة والمعارضة. وقال الصالح إن بإمكانه القول إن نظام الأسد يتعمد خطف وقتل الصحفيين الأجانب وإن هذه هي سياستهم وأنه على علم أنهم قتلوا عن عمد الصحفية اليابانية. وقال إن الجندي المحتجز اعترف أثناء التحقيق معه أنهم طلب منهم خطف الصحفيين الأجانب وقتلهم. وفيما يخص اللاجئين الذين ينزحون من بلادهم خوفاً من القمع الدموي, أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أن أكثر من مائة ألف سوري غادروا البلاد في أغسطس. وقالت المفوضية إن «هؤلاء لجأوا إلى الدول المجاورة» موضحة أنه «أكبر عدد يسجل خلال شهر منذ بدء النزاع». وأكدت ناطقة باسم المفوضية أن وضع اللاجئين العراقيين في سوريا يثير قلقا كبيرا أيضا. وأضافت «إنهم يهربون بالمئات من البلاد ويتعرضون لتهديدات مباشرة»، مشيرة إلى سائق سيارة أجرة كان يقل عائلة من اللاجئين العراقيين تعرض لهجوم ومقتل ثلاثة لاجئين عراقيين في إاحدى ضواحي دمشق.