سيطر الثوار أمس على مقر أمني يقع شرق البلاد إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن قتلى. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن "مقاتلين من الكتائب الثائرة سيطروا على مقر قسم الأمن العسكري بشارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر الأولى". وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الأقل من المعارضة وما لا يقل عن ثمانية من عناصر القوات النظامية. وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن "قصف مدفعي كثيف وعنيف على أحياء المدينة بمعدل قذيفة كل دقيقتين وتصاعد أعمدة الدخان من الأحياء السكنية في عدة مناطق" فيها. وفي حلب تعاني الأحياء الثائرة من القصف المتواصل ومن أزمة حادة في المواد الغذائية التي باتت تغيب غالبا عن الأسواق. ويقول أحد الناشطين في حي الصاخور إن "النظام يمنع وصول المواد الغذائية إلى الأحياء المحررة حيث غالبا ما يلجأ السكان إلى البضائع المهربة من حي إلى آخر". وأضاف أنه عندما يرغب بشراء سلعة غذائية ما "عليَّ الذهاب إلى عدة متاجر قبل أن أجد غايتي من البيض أوالرز وحتى بالنسبة لحليب الأطفال". وفي غضون ذلك استدعى نظام بشار الأسد أعدادا متزايدة من الجنود السابقين من الاحتياطي للخدمة في الجيش. وقال بعض جنود الاحتياط الفارين وضابط في الجيش إن آلاف الجنود استدعوا خلال الشهرين المنصرمين لتعزيز الجيش السوري الذي يصل قوامه إلى 300 ألف جندي وإن كثيرا منهم لا يلبون نداء الخدمة العسكرية. وذكر مساعد قانوني استدعي للخدمة في دمشق "لدينا خياران: البقاء وقتل سوريين أو الانشقاق والفرار من المحاكم العسكرية". وقال ضابط في الجيش في حمص إنه يعتقد أن نصف من تم استدعاؤهم في الشهور القليلة الماضية لبوا نداء الخدمة العسكرية لكن لم يتسن التحقق من هذا الرقم أو التأكد من أن وحدات أخرى بالجيش شهدت مستويات مماثلة من جنود الاحتياط الذين لم يمتثلوا لأمر الاستدعاء. وذكر الضابط أن خسائر ثقيلة لحقت بوحدات كثيرة بالجيش تقاتل المعارضين. وأضاف عبر الهاتف "هناك نقص في الجنود. قتل الكثير من المقاتلين ولدينا حالات انشقاق". إلى ذلك أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من مئة ألف سوري غادروا البلاد في أغسطس. وقالت المفوضية إن "هؤلاء لجأوا إلى الدول المجاورة" موضحة أنه "أكبر عدد يسجل خلال شهر منذ بدء النزاع". وذكرت متحدثة باسم المفوضية ان وضع اللاجئين العراقيين في سورية يثير قلقا كبيرا أيضا. وأضافت "أنهم يهربون بالمئات من البلاد ويتعرضون لتهديدات مباشرة. وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر قد التقى في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد ، حيث بحثا الظروف الإنسانية المتدهورة التي تشهدها سورية. وخلال اللقاء الذي استمر 45 دقيقة ، طالب ماورر الأسد باحترام القانون الإنساني وأن يتيح للمنظمة الوصول إلى جميع المحتاجين في أنحاء سورية. ووزعت الرئاسة السورية بيانا عقب اللقاء جاء فيه "الرئيس السوري رحب بعمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية طالما أنها محايدة".