هو الشيخ عثمان بن إبراهيم بن محمد السليمان من أسرة السليمان إحدى أسر المجمعة القديمة، إحدى الشخصيات البارزة في منطقة سدير منتصف القرن الماضي، ولد عام 1283 تقريباً وتعلم على يد علماء المجمعة ومنهم الشيخ عثمان بن مرشد والشيخ إبراهيم العتيقي والشيخ أحمد بن عيسى ثم الشيخ عبد الله العنقري، عمل مرشداً دينياً وإماما لجامع حرمة، ثم عينه الملك عبد العزيز عالما للإخوان عند فيصل الدويش في الأرطاوية، أواخر الأربعينات من القرن الهجري الماضي فكان مستشاراً ومرجعاً دينياً عند الإخوان. بعد ذلك عيّنه الملك عبد العزيز قاضيا في بلد الكهيفيّة، ثم الأصفر،ثم الحيسيّة بمنطقة حائل، وفي عام 1352ه كلف الشيخ عثمان بن سليمان مع الشيخ عبد الله بن زاحم من قبل الملك عبد العزيز، للقيام بمهمة الوعظ والإرشاد في الجيش السعودي المرابط بمنطقة عسير، وذلك بطلب من الأمير فيصل بن عبد العزيز. وفي عام 1354 ه أسند قاضي سدير الشيخ عبدالله العنقري، إلى الشيخ ابن سليمان الإشراف على التعليم في بلدان سدير - قبل دخول التعليم النظامي -، وذلك عندما ألزم الشيخ العنقري بتوجيه من الملك عبد العزيز أمراء بلدان سدير وأهاليها بتعليم أبنائهم عند المعلمين الذين قررهم في كل بلد وكما جاء في الوثيقة المؤرخة بسنة 1354ه. هذا وتجدر الإشارة إلى أن لهذه الأسرة إسهامًا في التعليم القديم فمنها الشيخ صالح بن محمد السليمان، والشيخ محمد بن صالح السليمان، الذين كان لهما دور في التعليم في مدرسة جامع الملك عبد العزيز، ومدرسة الشيخ أحمد الصانع، ثم الشيخ عبد الله بن محمد السليمان الذي قام بالتعليم القديم ثم في التعليم النظامي بعد دخوله المنطقة عام 1356ه في المدرسة السعودية ثم في مدرسة الملك عبد العزيز، وكذلك الشيخ أحمد بن عثمان السليمان الذي قام بالتعليم ثم مديراً لمدرسة حرمة بعد افتتاحها، وفي مجال التعليم النسائي، ما قبل النظامي، كان للمعلمة نورة السليمان، وفاطمة بنت محمد السليمان، والمعلمة حصة بنت محمد السليمان، دوراً مشكوراً في هذا الباب. وعندما نشب خلاف على إقامة مدرج في وادي الكلبي أحد أودية المجمعة وتنازل الشيخ عبدالله العنقري عن حقه في ذلك كتب الملك عبدالعزيز الى الشيخ عثمان بن سليمان الكتاب المرفق صورته بتاريخ 17-10-1360ه يطلعه على الأمر، وما ذلك إلا لمكانته ومنزلته عنده، والحمد الله الدولة الآن أعزها الله تقيم سداً ضخماً على وادي الكلبي يحجز أضعافا مضاعفة مما تحجزه المداريج القديمة بعد مطالبة ذوي النظر الثاقب، مما يعود نفعه بإذن الله وتوفيقه على البلاد والعباد. وقد كان الشيخ ابن سليمان شاعرا مجيدا له العديد من القصائد في أغراض الشعر، ومن أشعاره أورد هذين البيتين من قصيدة له في الغزل الرقيق الذي لايزال يردد في فن السامري بالخليج حتى وقتنا هذا: حمام ياللي بسجات الطرب غنى من فوق هدب الجرايد طوّح اصواته ذكرتني ناقش الكفين بالحنى سيد العماهيج خده كنه امراته توفي الشيخ عثمان بن سليمان رحمه الله عام 1363ه بعد ذلك المشوار الطويل في خدمة دينه ووطنه وقيادته، هذه نبذة مختصرة عن هذه الشخصية الفذّة، التي قامت بالعديد من الأدوار في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ بلادنا العزيزة، بقيادة موحد هذا الكيان الشامخ جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه،. والله ولي التوفيق، **** المراجع: - الوثائق القديمة - من تاريخ الكويت، سيف بن مرزوق الشملان. ط 2 1406ه ذات السلاسل، - صحيفة الجزيرة العدد 10160 الأحد21-6-1421ه الموافق 23 يوليو2000م - إقليم سدير، حمود المزيني ط 1 1432ه. - حفيد الشيخ ابن سليمان الأستاذ محمد بن أحمد السليمان. (*)مدينة المجمعة