لا شك أن أي عمل أو وجهة نظر صافية وحيادية وإيجابية ومنطقية هي ما نريد وهي ما ستكون رافدا مساعدا لحل مشاكلنا. ومتى كان الرأي إيجابياً ومنطقياً وسليما يكون صحيحا ويعالج المشكلة ويحقق التوازن ويراعي المجموع وليس فئة على حساب أخرى. أما إذا كان الرأي ممزوجا بانحياز لرأي شخصي أو مصبوغا بفكر فردي لا يؤمن به الكل أو لفئة دون أخرى يرفضه العقل والمنطق فهو رأي مؤدلج سلبي لا يؤمن به إلا فئة محدودة ويرفضه العقل والمنطق وبالتالي قد يسبب الاختلاف والبلبلة ولا يكون مقبولا من الجميع، ولذلك يقولون كلام فلان واقعي ومنطقي وكلام فلان مبالغ فيه وغير منطقي ويجافي الحقيقة، وليس له مصداقية، ولذلك يقع هؤلاء ممن يصبغون آراءهم وأفكارهم بأدلجة مكشوفة في الفخ وسلبية الرأي لأنها لا تتفق مع المنطق ولا تتقبلها العقول السليمة المدركة. ولأنه لدينا خاصة في المجتمعات التي يغلب عليها التباين الفكري من خلال التقسيمات الفكرية الجدلية، وكذلك ذات الاختلاف في البعد الاجتماعي والتشدد في التقاليد والقيم الدينية والفكرية والمذهبية، ولأن مجتمعنا لديه بعض من هذه الاختلافات نجد أن هناك احيانا نوعا من هذا الاحتدام الفكري والرأي الذي لا يسلم أحيانا من الأدلجة والميول الفكري سواء للفرد أو للجماعات التي يعبر عنها صاحب هذا الرأي، ولذلك المتضرر في هذه الناحية ليس تيارا أو مجموعة بعينها بل المتضرر هو المجتمع لأنه يبقى في زوبعة من أمره وحسن قضاياه الاجتماعية والفكرية والتنموية ولذا يجب على أصحاب الرأي والفكر عندما يتحاورون أن يجعلوا بينهم قواسم مشتركة وألا يُسقط أحدهم الآخر بالطعن في ثوابته ليستجلب المجتمع إلى صفة لإسقاط خصمه ثم ينهار الحوار، بل الأفضل أن يكون الرأي مجرداً من أي ميول فكري أو أهواء شخصية وبالتالي المجتمع هو الذي سيتقبل الرأي بعد أن يفرزه عقليا ومنطقيا وأنه موجه لهدف سامٍ نحو المجتمع وليس للدفاع عن ميول شخص أو هزيمة رأي آخر، فالمواطن المثقف أو على الأقل المتعلم سوف يفرز هذه الآراء ويصفق للسليم منها دون أي ضغوط من أحد. يجب علينا أن نخلص آراءنا من الأدلجة لأن المتضرر نحن وقضايانا وتنميتنا ستتوقف بسبب العراك الفكري السلبي وغياب الرأي الذي يساهم في الحل. شقراء