عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) متفق عليه. والمؤسف جدًا في جزء من وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر) شراء الأصوات وهو أمر لا يخفى على أحد ونشر في أكثر من مطبوعة ولا يحتاج لأدنى إشارة لتوثيقه، ولكنني أتحدث هنا تحديداً عن الشعر الشعبي كجزء من تراثنا الذي نعتز به وتاريخه لأن أمره مناط بكل غيور ومنتم للشعر بالموهبة أو الذائقة أو شاهد على عصره الذي يعيشه وبالتالي فلا بد من وضع حد - لمهزلة شراء الأصوات (لتفعيل تضخم الأنا.. والبحث عن أسبابها ما ظهر منها وما بطن) بعد أن فاض الكيل وبلغ السيل الزبى وأصبحت الساحة الشعبية- في تويتر- لا يسر حالها صديقا- بل أصبحت مجالا لازدراء المثقفين الواعين وكل منصف واع منهم بات يضع كل علامات التعجب والاستفهام أمام أرقام (متابعين وهمية بالآلاف) (إما لشاعر مبتدئ أو شارع أمضى حياته الطويلة في الساحة الشعبية بلا جمهور لتدني مستوى قصائده الضعيفة) وفجأة أصبح بقدرة قادر - نابغة تويتر!!- وكذلك بعض الشاعرات اللاتي مستوى قصائدهن أقل من مقنع ولم يتميزن طيلة حضورهن في الساحة الشعبية لسنوات وأقام بعضهن أمسيات لم يحضرها إلاَّ أقل من أصابع اليدين العشرة وفجأة في (تويتر!!) قفزت أرقام متابعيهن إلى الآلاف (حدّث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له) والمضحك أن بعض تغريداتهن تتحدث عن ألوان صبغات الشعر ووصفات (الريجيم) للتنحيف..!! وهذا غيض من فيض، وفي المحصلة النهائية لا بد من إيقاف عبث بعض الشعراء والشاعرات الذين أعطوا أنفسهم وأنفسهن أكبر من حجمهم وحجمهن، فمثل هذه الأرقام الوهمية من المتابعين يقبلها العقل والمنطق والذائقة الأدبية الرفيعة لوكانت لشعراء كبار بالفعل مثل الأمير محمد السديري- رحمه الله- أو الأمير خالد الفيصل أو الأمير بدر بن عبدالمحسن أو الشاعر محمد بن خلف الخس أو الشاعر زبن بن عمير-رحمه الله- أو الشاعر عبدالله بن عون أو الشاعر خلف بن هذال أو الشاعر عبدالله بن صقيه أو الشاعر بدر الحويفي وغيرهم من عمالقة الشعر. سعود بن بدر المقاطي