في بقعة من أفضل بقاع الكرة الأرضية، في الحرم المكي الشريف، وفي ليلة يترقب فيها المسلمون ليلة من أفضل ليالي رمضان المبارك، ليلة القدر، وفي مهبط الوحي، وروحانية الشهر الكريم، بدأ قادة الدول الإسلامية قمة التضامن الإسلامي، يبدؤون هذه القمة في رعاية الرحمن الرحيم الذي يراقب فعل هؤلاء القادة الذين يمسكون بمصير الأمة، والذين سيحاسبون على ما فرطوا من عمل بعد أن وصل حال الأمة الإسلامية إلى ما هو عليه الآن. القمة الإسلامية تُعقد في ظل شكوك عميقة لدى المسلمين أنفسهم وغيرهم من أن الأوضاع المتردية والحالة التي وصلت إليها العلاقات بين الأنظمة والدول الإسلامية لا يمكن أن تُعالج في أيام قليلة، وهي التي يلتقي بها القادة. ولكن الأجواء التي رافقت عقد القمة الإسلامية وما سبقها من حضور عالٍ ومكثف لقادة الدول الإسلامية، واكتمال حضور قادة جميع الدول وممثليهم، حيث حضر زعماء الأمة الإسلامية من ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات لستة وخمسين دولة، ولم يتخلف سوى ممثلي النظام السوري المنبوذ من أبناء الأمة الإسلامية قادةً وشعوباً ومواطنين، وقد كان لقرار وزراء خارجية الدول الإسلامية بتعليق عضوية سورية حتى يقيض الله لها من يقودها إلى الخير، ويخلصها من حاكم جائر يقتل شعبه ويسومهم سوء العذاب.. حضور ست وخمسبن دولة وفي رحاب أفضل البقاع وأجواء إيمانية وروحانية، يأمل أبناء الأمة الإسلامية أن يؤسس قادة الأمة الإسلامية من خلال قمة مكةالمكرمة عهداً جديداً من التضامن الإسلامي، مبنياً على الصدق والعمل بإخلاص لصالح الإسلام والمسلمين، بعيداً عن الطائفية والمصالح العنصرية والقطرية الضيقة. وأن يتقي القادة المسلمون الله في شعوبهم، ملتزمين بالحكم الرشيد والعدل والمساواة، منصاعين إلى تعاليم الشريعة الإسلامية المبنية على المساواة والعدالة الاجتماعية، وأن يؤمن كل زعيم بأنه مسؤول عن الشعب الذي يحكمه، وإن فلت من حساب الدنيا سيحاسب في الآخرة أمام ملك لا تخفى عنه خافية. قدسية المكان وروحانية الزمان لا تتيحان لمن يريد المراوغة، فالإخلاص والإيمان الصادق وحده الذي يفترض أن يملأ صدور قادة المسلمين والذين نعلق جميعاً عليهم الآمال أن يؤسسوا عهداً جديداً من التضامن الإسلامي تغيب عنه أحقاد الطائفية وأمراض الفرقة. [email protected]