في غضون الأيام القادمة يُعقد مؤتمران للقمة لمنظمتين دوليتين إحداهما تنمو وتتقدم، وأخرى سائرة إلى الانقراض والأُفول.. فبعد أقل من أسبوع تشهد مدينة مكةالمكرمة مهبط الوحي عقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي الاستثنائي يومي 26 و27 من شهر رمضان المبارك، وبعده بأسبوعين تقريباً يُعقد في طهران العاصمة الإيرانية مؤتمر قمة دول عدم الانحياز. قمة التضامن الإسلامي المُرتقبة التي تحتضنها مكةالمكرمة في أيام يترقّب فيها المسلمون ليلة القدر يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الكريم الذي أُنزل فيه القرآن الكريم هُدى للناس جميعاً فانتشر الإسلام وامتد لجميع بقاع العالم، وإذ تأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد القمة الإسلامية الاستثنائية، فإنه - حفظه الله - يستشعر الحالة التي وصلت إليها الأمة الإسلامية، بعد تفشي الفتن فوهنَ جسم الأمة وتفرقت الكلمة وتشتت صف المسلمين - دولاً وشعوباً -، وأصبحت ديار المسلمين مشاعة ومخترقة من أعدائهم وأصبح الولاء والتفاني للطائفة على حساب الدين الواحد. ولهذا جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كدعوة استغاثة لمعالجة وضع المسلمين ومواجهة ما يتعرضون له من فتن وقلاقل وفرقة للخروج من هذا الواقع الذي لا يرضاه أي مسلم غيور، وهو ما جعل قادة الدول الإسلامية يلبون دعوة خادم الحرمين الشريفين مما أشاع الأمل لدى المسلمين الذين يأملون أن تترافق الاستجابة مع النية الطيبة والصادقة لتقديم الحلول الناجعة لمعالجة ما يعترض العمل الإسلامي الذي يستهدف مصلحة المسلمين جميعاً وألا ينحصر همّ وعمل بعض الدول على تفضيل وتقديم مصلحة الطائفة والمذهب الواحد على المصلحة الإسلامية العليا التي لم ولن تتحقق إلا بالتمسك بالإسلام النقي الصحيح الوسطي المعتدل البعيد عن كل تشويه ونشاز وانحراف، حتى تتحقق وحدة كلمة المسلمين، ويتماسك صف المسلمين لمواجهة أعدائهم، وأولى الخطوات الناجزة لذلك هي معالجة الفتن المستشرية في العديد من الدول الإسلامية وصياغة ميثاق إسلامي تلتزم به جميع الدول الإسلامية يُؤكد فيه على أهمية الحكم الرشيد والالتزام بما تتضمنه الشريعة الإسلامية وبما عرفناه عن رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين، بأن يتقي الله قادة المسلمين في شعوبهم وأن يحكموا بالعدل والمساواة بينهم وأن لا يستبيحوا دماءهم ويفرقوا بين مسلم وآخر ويتدخلوا في شؤونهم لنصرة طائفة على أخرى ومذهب على آخر. هذا ما نأمله من قمة مكة الإسلامية.. قمة التضامن الإسلامي الاستثنائي.. ميثاق إسلامي يُعزز الحكم الرشيد ويُوقف الفتن والتدخل في شؤون الدول الإسلامية لتحقيق أهداف عنصرية وطائفية نبذها الإسلام. [email protected]