الجزيرة - سارة الصويان - أمجاد آل رشود: انتقد مختصون الثقافة الاستهلاكية للمجتمع خلال رمضان والعيد وقالوا: إن الإقبال الكبير على شراء السلع مؤشر خلل واضح في ثقافة الاستهلاك للمستهلك المحلي وقال الاقتصادي طلعت زكي حافظ: من المؤسف جدًا في المملكة أننا نفتقد ما يعرف بالتخطيط المالي السليم سواء على مستوى الفرد أو الأسرة، وأيضًا لدينا خلل كبير واضح في ثقافة الاستهلاك فهذان الخللان نعاني منهما في السعوديَّة وينعكسان سلبًا على ميزانية الأسرة والفرد بشكل خاص وهو هدر كبير على مستوى الاقتصاد الكلي»، وأضاف: تشير بعض المعلومات إلى أن إنفاق السكان الاستهلاكي في شهر رمضان يُعدُّ الأعلى من بين الشهور، حيث ينفق السعوديون خلال هذا الشهر المبارك أكثر من 80 مليار ريال على المواد التموينية والاستهلاكية والغذائية، وهذا مبلغ كبير وفيه كثير من الهدر ولاسيما أن هذا يسهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار وإحداث ضغوط تضخمية وبالتحديد على السلع التموينية والغذائية، لأنَّه كما معروف هناك آليات وقوى عرض وطلب في السوق، وبعض التجار يستغل هذا الطلب الكبير غير المبرر على السلع التموينية برفع أسعارها بنسب كبيرة وخصوصًا أن أغلبها يكون لطلب عليه موسمي وبالتالي يجد التاجر فرصة سانحة له بأن يرفع هذه الأسعار لتصريف أكبر قدر ممكن من هذه السلع، إذن الخلل واضح في ثقافة الاستهلاك لدى الفرد والأسرة السعوديَّة، وعدم وجود رؤية وتخطيط مالي سليم يحدث هذا الاختلال كما قلت بين الطلب والعرض. وحول معالجات هذا الخلل يقول طلعت: للتغلب على هذا الأمر يجب أن نزرع في أبنائنا ثقافة الاستهلاك المرشد. وكما هو معروف في وقت سابق أمر مجلس الوزراء الموقر بتشكيل لجنة من عدة جهات حكومية تعنى بالتوعية في الاستهلاك المرشد لجميع أمورنا لأنّ سوء الاستهلاك فيه هدر كبير للموارد ونحن نعاني اليوم من هدر كبير في استخدامنا للطاقة الكهربائية على سبيل المثال. وشدد طلعت على أن هناك حاجة ماسَّة إلى بناء ثقافة الاستهلاك المرشد وأن يكون لدى كل فرد وكل أسرة ميزانية مالية بسيطة يصرف من خلالها ويحدد أولويات الإنفاق ويجب أن يقسم الراتب بحكمة بحيث يشمل الحاجات الضرورية وليس كما يقولون خلق الحاجات. وتابع حافظ: المنظومة التعليميَّة لها دور كبير في التأكيد على هذه الأمور وأيضًا حماية المستهلك يقع عليها دور كبير في توعية المستهلك في سبل الاستهلاك المرشد كما تقع أيضًا على وزارة التجارة مسؤولية كبيرة في ضبط إيقاع الأسعار، بالرغم من أنَّنا نعمل تحت مظلة اقتصاد حر، لكن أيضًا محاربة كل الممارسات الخاطئة من الاحتكار والمبالغة بالأسعار وكل هذه الأمور مجتمعة ستجعل وتيرة الاستهلاك بالمملكة في حدودها المعقولة التي لا تضر المقدرات والمكتسبات والموارد الاقتصادية في المملكة. من جانبه انتقد الدكتور سعد السبر الخطأ السلوكي لتحويل رمضان إلى شهر للاسراف والتبذير، مستدلاً بقوله تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ} الأعراف31 وقال: اعتاد الناس أن يضعوا موائد مبالغ فيها مع أن الإنسان وقت الإفطار معدته لا تقبل الأكل الكثير، فيوضع على السفرة ما يكفي عشرين والأسرة في الأصل ستة أشخاص. وأضاف: «هذا مخالف لما كان عليه النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وما كان يحثّ عليه من الاقتصاد، حتَّى إنه كان يرشدنا إلى أن نلعق أصابعنا بعد الأكل وهذه كناية على ألا يكون الإنسان مبذرًا حتَّى بقايا الأكل التي في أصابعه يلعقها. وأضاف: مع كل رمضان أصبح السلوك المعتاد، تدافع العائلات إلى الأسواق بما يشبه الهجمة، وشراء ما يحتاجونه، وما لا يحتاجونه.. وتابع: الآن هجمة المأكولات والمشروبات ستتلاشى لننتقل إلى مرحلة الملبوسات للأعياد ورأى السبر أن الأسر تريد التنويع في مأكولات وملبوسات حتَّى وإن كان أرباب الأسر دخلهم محدودًا وهذا خطأ جسيم داعيًا إلى أن يجعل المسلمين من رمضان مدرسة للاستهلاك المحدود والمعقول وهذه المدرسة تنافيها وتهدمها قضية التبذير والإسراف وتجعل روحانية رمضان تذهب».