قدر اقتصاديون حجم الإنفاق على المأكل والمشرب خلال شهر رمضان المبارك بنحو المليار ريال. وقال الاستشاري الاقتصادي وأستاذ مادة التسويق في كلية إدارة الأعمال في جدة الدكتور عبد الرحمن إبراهيم الصنيع إن ظاهرة الشراء المكثف للسلع الاستهلاكية تعتبر أمرا طبيعيا خلال شهر رمضان المبارك في جميع دول العالم الإسلامي عامة وفي المملكة خصوصا، إلا أننا نجد أن في هذه السنة هناك توجه محموم ومسعور نحو شراء السلع المتنوعة لاسيما الاستهلاكية. إن سلوك المستهلكين غير المسبوق يعود لأسباب مختلفة لعل أهمها: ظاهرة الارتفاع المتواصل للأسعار وذلك منذ عدة أشهر؛ تزامن ذلك مع العطلة الصيفية وتبعيات ومستلزمات المناسبات، مثل متطلبات الزواج من مهور ومجوهرات وصالات الأفراح والحفلات؛ السفر والتنقل داخل وخارج المملكة؛ إحياء المهرجانات والاحتفالات الصيفية؛ كل هذه التداعيات تزامنت مع شهر رمضان المبارك. وأضاف: إن كل هذه الأسباب أدت إلى ظاهرة السلوك النهم للمستهلكين خوفا من استمرار ارتفاع الأسعار بحيث تتفاقم الأوضاع لدرجة أن القدرة الشرائية للمستهلك المتوسط الدخل لن تمكنه من شراء وتبضع السلع الاستهلاكية والمواد التموينية التي تغطي احتياجاته خلال هذه الفترة مثل كل عام. نظرا لضعف القوة الشرائية للمستهلك فإنه من المتوقع أن يكون سلوك المستهلكين خلال هذا الموسم متسم بالرشادة والانتقائية، بحيث يشترون ويتبضعون السلع الأكثر أهمية للاحتياجات اللازمة للأسرة. ويشير عضو جمعية الاقتصاد السعودية طلعت حافظ إلى أن شراهة الشراء التي يتصف بها المستهلك السعودي سببها سوء التخطيط المالي وضعف الوعي المرتبط بثقافة الشراء، حيث إن معظم المستهلكين السعوديين يتجهون إلى الأسواق في اللحظة الأخيرة لإشباع احتياجاتهم من السلع الضرورية، وبالتحديد خلال المواسم والمناسبات السنوية المعروفة لدى الجميع، مثل مناسبة شهر رمضان المبارك أو خلال موسم عودة المدارس والأعياد.. الخلل الواضح في ثقافة الشراء والتوجه للأسواق في اللحظات الأخيرة قبل بدء المواسم، يسهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار، لاسيما أن معظم التجار يستغلون نقطة ضعف انعدام ثقافة الشراء لدى المستهلك ورغبته في إشباع حاجاته بأسرع وقت ممكن في رفع الأسعار والمبالغة في قيمة السلع والخدمات، وهو ما ينعكس سلبا على ميزانية الأسرة لارتفاع دخل الأسعار ويربك توجهاتها وأولوياتها الإنفاقية. ودعا إلى التخطيط المسبق للشراء والتوجه للأسواق قبل بدء الموسم بوقت كاف، لاسيما أن المواسم معروفة لدى الجميع ويمكن التخطيط لها بكل سهولة، كما أن تحديد ميزانية لإنفاق الأسرة على احتياجاتها يساعدها بشكل كبير على الإنفاق الاقتصادي المرشد، ويحد من ارتفاع الأسعار سواء في أوقات المواسم أم في غيرها. وقال الدكتور محمد شمس إن التخطيط المسبق للشراء وتحديد أولويات الإنفاق يساعد إلى حد كبير في تقنين الاستهلاك والحد من ارتفاع الأسعار في الأسواق.