يعلن اليوم الأربعاء 27-9 البيان الختامي لمؤتمر التضامن الإسلامي الذي يجمع ما يقرب من ستين زعيما في هذه الرحاب الطاهرة، وتتطلع الأمة إلى أن يؤكد البيان الختامي على ضرورة وضع حلول لما يعانيه العرب والمسلمون من شتات كلمة وضعف موقف، ولعل من أولى الأوليات التي لابد أن يتدارسها زعماء الأمة الإسلامية من ضمن عشرات الملفات الطويلة والعويصة والشائكة التي يرزح تحت وطأتها العالم العربي والإسلامي: وقف نزيف نهر الدم البريء في سوريا، والخراب والشتات والاغتصاب واستهداف المدنيين في حالة تطهير عرقي طائفي نصيري ومئات الآلاف من الذين يعذبون الآن بطرق لا يستطيع العقل البشري أن يتخيلها أو سبق له أن سمع عنها في أي عصر من العصور أو على يد طاغية من الطغاة! ومن القضايا التي نأمل في وضع حلول جذرية لها أيضاً: تفرق الأمة وضعف كلمتها وهوانها واستبداد قوى عظمى بشعوبها الضعيفة بحجة مكافحة الإرهاب كما يحدث في أرياف أفغانستان من قتل عشوائي وتمثيل وتبول على الجثث أكرمكم الله، وفي هذا المعنى أيضاً ما يحصل الآن من استقواء واستكبار واضطهاد للمسلمين في بقاع كثيرة من العالم دون أن يجدوا لهم ولياً ولا نصيراً؛ كما في جنوب الصين مسلمي اليوغور، وأرخبيل مندناو بالفلبين، وفي إقليم أراكان مسلمي الروهبنجيا، وفي الأحواز الجماعات السنية، وفي بلوشستان، وفي الحبشة، وغيرها، وكان أمامهم أيضاً من الملفات الخطيرة: تفشي موجات الإلحاد بسبب الفضاء المفتوح وكرد فعل على هزائم وتخلف أقطار المسلمين، وتوالد وتكاثر الجماعات التكفيرية المتطرفة للأسباب نفسها، وتوسع دائرة التنصير، والمجاعات والفقر والتخلف العلمي وضعف التنمية والجفاف وندرة الموارد الاقتصادية، وسوء التكامل بين أقطار هذا العالم. لقد نهضت المملكة العربية السعودية في ظل ضعف المبادرات السياسية من زعماء عالمنا العربي والإسلامي بما يوجبه عليها دورها التاريخي ومكانتها العربية والإسلامية التي خصها الله بها بأنها قبلة المسلمين التي يتجهون إليها في اليوم خمس مرات، ومن بين أرجائها أشرقت رسالة الإسلام وانطلقت بيارق النور تهدي إلى العالم قيم المحبة والعدالة والخير، ومنها وفيها تغنى الشاعر العربي بأول قصيدة مبدعة وانتشى الخطيب الفصيح بأول نثر بليغ، فتعلم العرب منها الأدب واللغة والفصاحة وصور الجمال، وهاهو الامتداد التاريخي الفكري والأدبي والقيادي السياسي يتواصل لتتحمل بلادنا -حماها الله- مسؤوليتها العظيمة في جمع كلمة العرب والمسلمين؛ كما هو شأنها في كل الأزمات والمحن التي ألمت بالأمة وهي مع الأسف لا تنقطع؛ فهاهنا في رحاب مكة سبق أن اجتمع القادة الأفغان على الصلح، واجتمع الصوماليون، واجتمع في الطائف اللبنانيون، وقبل أربع سنوات فقط ضمت مكة بروحانيتها العبقة ومشاعرها الروحية الفياضة زعماء المسلمين في آخر مؤتمر قمة إسلامي لهم؛ ولكن وأمام هذه الأدوار الكبيرة للدولة السعودية في محيطها العربي والإسلامي لم هي مغيبة إعلامياً؟! أين حضورها وتأثيرها؟ من يتحدث عن هذه المكانة أو عن الجهود السياسية التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وعن هموم أمته التي تثقل كاهليه أو عن الرحلات المكوكية والحوار والجدل الذي تخوضه الدبلوماسية السعودية؟! تويتر: mALowein@ [email protected]