اختيار فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هو وضع للرجل المناسب في المكان المناسب كما أن هذا الاختيار له دلالته حيث يشهد الحرمان الشريفان حاليا أكبر توسعة في تاريخهما حرصا من حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحرمين وزوارهما حجاجا ومعتمرين وقاصدين امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) الحج: 26. من هذا المنطلق أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) بتوسعة الحرم المكي الذي سوف يستفاد من مرحلته الأولى في شهر رمضان المبارك لهذا العام إن شاء الله تعالى، وتوسعة المسجد النبوي التي أمر بها مؤخرا خادم الحرمين الشريفين. المتابع للحراك والنشاط اليومي الذي كان يقوم به الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بشفافية خلال فترة قصيرة من تعيينه وهذا لا يقلل أبدا من أعمال الرؤساء السابقين في الرئاسة العامة وما قاموا به من جهود كبيرة في تقديم أفضل الخدمات للزوار والحجاج والمعتمرين ولكن كل فترة لها رجالها وكما يقول المثل الشعبي في مكةالمكرمة (الله يعمرها) «كل شيخ له طريقته» فهذا الحراك اليومي الذي بدأ به العمل في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالقول «أحمل مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير رسالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي» وهذا ما يقوم به حاليا من خلال لقائه بالمسؤولين وموظفي الرئاسة كان يقول لهم «أرجو أن تضعوا أيديكم في يدي لنعمل في خدمة هذا البيت العتيق» لذلك تخطى برنامجه اليومي للعمل المكتبي الروتيني إلى الزيارات الميدانية بدون البشت ولكن مرتديا قبعة مواقع العمل وذلك لتفقد سير العمل في توسعة المسجد الحرام والمرافق التابعة للرئاسة والمتابعة الميدانية للخدمات المقدمة للزوار والحجاج والمعتمرين، وزيارته مؤخرا إلى المسجد النبوي تدل على أننا مقبلين على تطورات شاملة خلال الفترة القادمة إن شاء الله تعالى ونقلة نوعية كبيرة في الخدمات المقدمة وكان ذلك واضحا من الاستعدادات الخدمية المبكرة ضمن منظومة الخطة الشاملة للرئاسة العامة لاستقبال الأعداد المتزايدة من الزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك. الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس عالم جليل وشخصية متواضعة تعلو وجهه الابتسامة محب للقرآن الكريم وأهله داعم للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مشارك في احتفالات تكريم حفظه كتاب الله الكريم ويدعوهم والطلاب المشاركين في مسابقات القرآن الدولية لداره العامرة ويقدم لهم الهدايا، كيف لا وهو لم يبلغ الثانية عشرة من عمره حتى أتم حفظ القرآن الكريم في حلقات تحفيظ القرآن بمساجد الرياض فأتقن الحفظ حتى نقش القرآن في صدره فلا تجد خطأ في قراءته وختمه وله باع طويل في دعاء القنوت عند ختم القرآن كل عام. قبل تعيينه في مثل هذا الشهر من شعبان عام 1404ه إماما وخطيبا في المسجد الحرام كان إماما وخطيبا في عدد من المساجد في مدينة الرياض آخرها مسجد الشيخ عبدالرزاق العفيفي (يرحمه الله) واستمر إماما وخطيبا في المسجد الحرام حتى تم تعيينه رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس مشهود له بنشاطه الكبير وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال رحلاته الدعوية في الداخل والخارج والمشاركة في الندوات والمؤتمرات كما شارك في افتتاح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في امريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا التي تقوم المملكة بإنشائها والإشراف عليها وكان يخطب أول جمعة فيها ويكون عادة الحضور كثيفا من الجاليات المقيمة في تلك الدول والزائرين لها لمكانة الشيخ السديس في نفوسهم. أتطلع بما عرف عن الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس من عناية واهتمام بكل ما يخدم امور الحرمين الشريفين ويسهل على الزوار والمعتمرين والحجاج مناسكهم أن يتسع صدره لعدد من الملاحظات ويضيفها إلى أجندته اليومية ويعطيها الأولوية لأهميتها تشمل: أولا: حل مشكلة التدافع في الدخول والخروج من المسجد الحرام والمسجد النبوي بتخصيص ابواب للدخول فقط وقت خروج المصلين وخاصة في شهر رمضان وموسم الحج. ثانيا: إيجاد الحلول في جلوس المصلين في الممرات والمداخل مع وجود اماكن شاغرة داخل المسجد الحرام. ثالثا: يمثل الشباب نسبة كبيرة لا بد من الاهتمام بهم وتوفير وسائل التقنية الحديثة التي يحسنون التعامل معها في الحرمين. رابعا: تدريب العاملين بالرئاسة العامة من المدنيين والعسكريين في كيفية التعامل مع الآخرين برفق وكذلك تأهيلهم علميا وعمليا في كيفية التعامل في حالات الأزمات والطارئة. خامسا: كان المسجد الحرام والمسجد النبوي خلية نحل من العلماء والمشايخ في حلق التدريس أتمنى أن تعود تلك الدروس فقد كانت معينا لا ينضب من العلم والمعرفة وما أحوجنا إلى تلك الدروس في هذه الأيام لإحياء رسالة المسجد. أدعو الله أن يعين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في عمله وأن يحقق تلك الطموحات ونرى قريبا إن شاء الله تعالى النقلة الكبيرة في الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين والحجاج. وبالله التوفيق. * رئيس جمعية خيركم بمحافظة جدة.